تحذير للخارج وطمأنة للداخل
سألنى صديق عن تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة الآن بالتأكيد يحمل رسالة من قبل القوات المسلحة وقائدها الأعلى، فهل هذه الرسالة موجهة للخارج أم الداخل؟.. وفورا وبكل حسم أجبت إنها رسالة مزدوجة للخارج والداخل معا.
فالعدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع عزة قد يقود إلى انفجار المنطقة كلها، ولا شك أن ذلك يحمل معه أخطارا علينا والقيادة المصرية أرادت أن توجه رسالة لكل الأطراف اللاعبة في المنطقة، إقليمية ودولية، بأن لدينا قوات مسلحة قوية وقادرة على حماية أرضنا وأمننا القومى..
فالفرقة الرابعة المدرعة ذات دور فاعل ومهم في حرب أكتوبر، والتى ظلت ترابط في سيناء رغم الثغرة.. واكتملت هذه الرسالة للخارج بتأكيد الرئيس السيسي أن قواتنا المسلحة تتسم بالحكمة والرشاد، أى إنها مع استعدادها لحماية أرضنا لن تخوض مغامرات غير محسوبة.
أما رسالة الداخل من عملية تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة، فهى رسالة طمأنة لعموم المصريين بأن قواتهم المسلحة جاهزة ومتأهبة ومستعدة لحماية الأمن القومى للبلاد والدفاع عن أراضيها، وأنها لن تسمح بتهجير أهالى غزة إلى سيناء..
وهو ما يتم تنفيذه عمليا بدفع سكان شمال ووسط غزة إلى جنوب القطاع في اتجاه الحدود مع مصر، تحت وطأة القصف الجوى الإسرائيلى والتدمير الواسع للمبانى والقضاء على مقومات الحياة الأساسية في الشمال والوسط من خلال الحصار المفروض عليها، ومنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عمن رفضوا النزوح جنوبا هربا من جحيم الموت والقتل والدمار.
إنها إذن رسالة مزدوجة للداخل والخارج معا في ذات الوقت.. تحذير للخارج.. وطمأنة للداخل.. وهذه الرسالة وصلت بالفعل لمن أرسلت لهم.