رئيس التحرير
عصام كامل

بايدن وتليفونه!

اتصل تليفونيا أمس الرئيس الأمريكى بايدن بالرئيس السيسي وبحث معه الموقف فى غزة ووجه الشكر للرئيس المصرى على دعمه للسلام في المنطقة، هذا هو الخبر. لكنه خبر يحتاج إلى وقفة شرح حتى لا يحمل البعض منا هذا الاتصال التليفوني ما لا يحتمل أصلا.

 
فهذا الاتصال وجده الرئيس الأمريكى بديلا للقاء الأردن الرباعى الذى كان سيضم العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني والرئيس المصري مع الرئيس بايدن، والذى تم إلغاؤه بعد تشاور مصرى أردنى وبعد مغادرة الرئيس الفلسطيني العاصمة الأردنية في أعقاب مذبحة مستشفى المعمداني في غزة. 

 

فالرئيس الأمريكي كان يحتاج لأن يتحدث مع الرئيس السيسي والعاهل الأردني ومعهما الرئيس الفلسطيني، ليبدو أنه يفعل شيئا لاحتواء انفجار وشيك في المنطقة بعد الدعم اللامحدود منه لإسرائيل في عدوانها البشع على قطاع غزة.

 
كما أن الموقف المصرى تحديدا خلال هذه الأزمة لا يمكن تجاهله أمريكيا.. فهو موقف قوى وصلب ولا يلين، فيما يتعلق برفض تهجير أهل غزة إلى سيناء، وفيما يتعلق أيضا بتقديم مساعدات إغاثية لأهالي غزة، وربط ذلك بالسماح بإجلاء أمريكيين وأوروبيين من القطاع عبر معبر رفح، وهو أمر بالتأكيد يعنى واشنطن والإدارة الأمريكية التى استثمرت ما حدث لتكثيف وجودها العسكرى في منطقتنا.

 
نعم هذا التواصل المباشر بين الرئيس المصري والرئيس الأمريكى يساعد في تقديم الغوث لأهل غزة لدعم تمسكهم بأرضهم حتى لا تتم تصفية قضيتهم وتعرضهم لنكبة جديدة تنهى هذه القضية، لكن واشنطن كانت في حاجة هى الأخرى لهذا الاتصال التليفوني بين الرئيسين، وربما حاجة أكبر خاصة بعد أن حذر الرئيس للسيسي في مؤتمره الصحفي مع المستشار الألمانى شولتز بأن تهجير فلسطينيي غزة إلى سيناء سيقضى على اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل. 

 

 

وهذا تحذير لا يمر على واشنطن مرور الكرام، خاصة عندما ألمح الرئيس السيسي في ذات المؤتمر أن رفضه لتهجير الفلسطينيين لسيناء يشاركه فيه الشعب المصرى كله الذى سيخرج بالملايين للشوارع إذا دعاه لذلك.

الجريدة الرسمية