الجريمة مستمرة
يوميا يواصل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى تهديداته لأهالي شمال غزة بإخلاء مساكنهم واللجوء إلى جنوب القطاع، ومع ذلك لا تتوقف الطائرات الإسرائيلية عن قصف الجنوب، وهذا ليس له سوى معنى واحد فقط هو أن الإسرائيليين يدفعون فلسطينى غزة لاقتحام الحدود المصرية، واللجوء إلى سيناء فرارا من الموت الذى يطاردهم ويتربص بهم في أرضهم.. أى أن جريمة تهجير فلسطينى غزة مستمرة ، رغم إنكار السلطات الاسرائيلية الرسمية لها.
لقد تراجعت إسرائيل عن الاتفاق الذى توصل إليه بلينكن بالتوقف عن القصف الجوى لبضعة ساعات، يتم خلالها دخول المساعدات الانسانيةَ من غذاء ودواء إلى أهالى غزة، وخروج أصحاب الجنسيات الأجنبيةَ منها.. وأعلنت إسرائيل أنه لا هدنة إنسانية الآن..
وبذلك يواصل الإسرائيليون الضغط على فلسطينى غزة، بعد أن حرموهم من الغذاء والدواء والماء والكهرباء، أى إنهم يدفعونهم دفعا وبشكل ممنهج للفرار من أرض الموت في غزة إلى سيناء للبقاء على قيد الحياة. أى إنهم ينفذون عمليا جريمة تهجير أهالى غزة، رغم الاستنكار الدولى لها والرفض المصرى والعربى لها.
لكن يفوت على إسرائيل أن أهل غزة أنفسهم ليس أمامهم سوى خيار واحد ووحيد فقط وهو التشبث بأرضهم، والدليل على ذلك أن هناك من سكان الشمال من رفضوا ترك منازلهم والنزوح إلى جنوب القطاع، بل هناك صواريخ تطلق يوميا الآن من الشمال صوب المستوطنات الإسرائيلية، واُخرى تطلق على مدن إسرائيلية مثل تل أبيب أجبرت الإسرائيليين على إنهاء اجتماع للكنيست كان نتنياهو يلقى كلمة فيه..
وأجبرت نتنياهو وبلينكن على الهروب إلى أحد الملاجيء خوفا من الصواريخ الفلسطينية التى مازالت تطلق عليهم من غزة رغم كل الدمار الذى أصابها. ورغم التجويع الممنهج الذى تمارسه إسرائيل ضدهم.