صراصير بشرية!
وحشية اسرائيل الصارخة والفجة والفظيعةَ فى غزة الان في ظل موافقة كاملة من الغرب ذكرتنا بحديث كاتبنا وأديبا الكبير فتحى غانم معى في بداية تسعينات القرن الماضى وهو يستشرف مستقبل البشرية في القرن الجديد الذى كنّا نستعد وقتها لاستقباله ونحاول استشراف معالمه.. فهو تنبأ تقريبا بتلك الوحشية وقال إن الغرب سيتعامل معنا نحن أبناء العالم الثالث بوصفنا صراصير يتعين التخلص منها بالدهس بالأحذية!
أليس هذا ما يقوم به الاسرائيليين بموافقة الغرب مع فلسطينى غزة.. يدمرون المنازل والأبنية فوق روؤسهم ويقذفون المستشفيات ويطالبون بإخلاءها من المصابين بمن فيهم الذين وضعوا على أجهزة تنفس صناعى، ويحرمونهم من الطعام ومياه الشرب مع الكهرباء والدواء، ويغتالون بدم بارد الأطفال، ويصطادون من طالبوهم بإخلاء منازلهم وهم متجهون جنوب القطاع، ويستهدفون الجرحى في سيارات الإسعاف مع المسعفين.
إنهم بالفعل يتعاملون مع فلسطينى غزة كحشرات تستحق الدهس بالأحذية.. وقد اعترف المتحدث العسكرى الاسرائيلى بذلك حينما وصف فلسطينى غزة بالحيوانات!.. ويحدث ذلك بموافقة ودعم وترحيب الولايات المتحدة ومعظم الدول الاوربية الغربية، بدعوى حق اسرائيل الدفاع عن نفسها..
إنها العنصرية البشعة في حقيقة الأمر والتى تفشت في الغرب تجاه أبناء الشرق ونحن منهم، رغم أنهم صدعونا كثيرا بحقوق الانسان واستخدموها لتبرير التدخل في شوئننا الداخلية وفرض الوصاية علينا، رغم أن أول حقوق الانسان الذى يسبق كل حقوقه الأخرى هو حقه فى الحياة!
لقد كان كاتبنا وأديبنا الكبير فتحي غانم بعيد النظر وحاد البصيرة حينما تنبأ بالطريقة التى سيتعامل بها الغرب معنا، والأغلب أنه استلهم التاريخ أيضا.. التاريخ الاستعمارى البشع لهذا الغرب، الذى سلب ونهب وقتل.
