مصر تتحدى إسرائيل
رغم استهداف الطيران الإسرائيلى لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني، فإن مصر قررت ألا تتوقف عن تقديم العون والمساعدة للفلسطينيين عبر المعبر الذى يربطها بقطاع غزة.. لأن مصر لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدى مثل بعض الأشقاء العرب بينما فلسطينيو غزة يتعرضون لعدوان وحشى بشع، وحصار شامل حرمهم من المياه والكهرباء والغذاء والدواء..
لذلك ردت مصر على التحذيرات الإسرائيلية لمن يقدم مساعدات لفلسطيني غزة بالإعلان عن تقديم مزيد من هذه المساعدات، وبعد استهداف معبر رفح تحركت قوافل المساعدات المصرية في اتجاهها إلى المعبر لتسليم المساعدات لأهل غزة.
وهكذا اتسمت المواقف المصرية إزاء العدوان الاسرائيلى على غزة بالصرامة.. فهى حذرت بوضوح من دفع فلسطينى غزة لترك القطاع واللجوء إلى أرض سيناء المصرية، بعد أن خرجت أصوات في إسرائيل تدعو لذلك، فاضطرت السلطات الإسرائيلية لتنفى تبنيها لمثل هذه الدعوات.. وعندما هددت إسرائيل بضرب شاحنات المساعدات لأهالي غزة أعلنت مصر تسيير قوافل مساعدات جديدة لغزة.
وهذه الصرامة فى الموقف المصرى تكشف أن السند والدعم الفلسطيني يأتيهم أولا من الشقيقة الكبيرة مصر، وأن قضيتهم واستقلالهم وتخلصهم من الاحتلال لن يتم بدون هذا الدعم المصرى، وإذا كنّا نرفض توطين فلسطينى غزة فى سيناء كما تأمل إسرائيل، فإننا لا نحافظ على قطعة عزيزة من أرضنا فقط دفعنا الغزير من دماء أبنائنا لتحريرها من العدو الإسرائيلى، ومن بعده العدو الإرهابي، فإننا في ذات الوقت نحمى القضية الفلسطينية من التصفية ونعزز تمسك الفلسطينيين بأرضهم..
أى إننا نحافظ للفلسطينيين على حقهم في أرضهم وحلمهم في تأسيس دولة مستقلة عليها يوما ما مستقبلا، ماداموا متمسكين بهذا الحلم ويناضلون من أجل تحقيقه.