ناصريون وإخوان!
لا أجد سببا واحدا وجيها أو حتى غير وجيه لأن يقبل ناصرى بوجود جماعة الإخوان، ناهيك عن التعاون معهم، بل والتحالف معهم الذى حدث قبل انتفاضة بناير وبعدها.. فعلى مدى عقود يحمل الإخوان كراهية لناصر ويعتبرونه عدوا لهم، وبالتالى يكرهون كل من يتبنى أفكاره ونهجه السياسى..
بل إن الإخوان حاولوا مبكرا جدا اغتيال ناصر بعد أن أخفقوا في فرض وصايتهم عليهم، وكرروا محاولة الاغتيال بعد سنوات لأنه حظر جماعتهم لتطرفها وممارستها العنف.. والطبيعى أن يتمخض ذلك عن عداء بين الناصريين والإخوان..
لكن الأمر الذى يستعصى على الفهم أنه بدلا من العداء تكون في السنوات الأخيرة من حكم مبارك تقاربا بين الناصريين والإخوان، تحول إلى تعاون ثم إلى تحالف بمشاركة ناصريين في الاننخابات البرلمانية عام 2011 على قوائم الإخوان!.. وبعدها دعم ناصريون مرشح الإخوان في الانتخابات الرئاسية التى جرت عام 2012!
لذلك فإن إعلان أحمد طنطاوى الرئيس السابق لحزب الكرامة الناصرى عزمه إذا أنتخب رئيسا إعادة جماعة الإخوان للعمل داخل البلاد مجددا هو استئناف لتعاون سابق بين الناصريين والإخوان.. ويعزز ذلك أن ما أعلنه أحمد طنطاوى لم يلق رفضا أو معارضة داخل حزبه وبين الناصرين، وهو ما يمكن اعتباره موافقة ضمنية على إحياء الجماعة.
وبذلك يزداد حجم اللغز الإخوانى الناصرى.. فإن الأمر في إطاره الأشمل والتاريخي يُبين أنه يتجاوز مجرد سعى مرشح لكسب أصوات الإخوان في انتخابات الرئاسة، وإنما هو تعاون وتحالف بين ناصريين وإخوان له جذوره المغروسة في التربة المصرية منذ عدة سنوات مضت..
وهذا هو المحير هنا، خاصة وأن الإخوان كما قدموا الفتات للناصريين في انتخابات البرلمان عام 2011 سوف يفعلون ذات الشىء مع مرشح الناصرين في انتخابات الرئاسة المقبلة!