إعادة مصر إلى يوم تنحى مبارك !
أعرف أننا ننتظر انتخابات رئاسية جديدة، وبالطبع ذلك يفتح شهية السياسيين والإعلاميين وأهل النخبة للحديث عن المستقبل وتغيير أحوال البلاد والعباد فيها.. ولذلك لم أفاجأ بحديث عمرو أديب الذى توقف أمامه البعض بحثا عن مغزاه وتفسيره واستخلاص الاستنتاج المباشر وغير المباشر له..
فنحن في مناسبة تفتح شهية الكلام لدى كثيرين بالطبع.. لكن ما قاله الدكتور عماد جاد حول الانتخابات الرئاسية المقبلة ،لا يمكن أن يمر بدون تعليق، مثلما فعلت ذات الشىء مع بيان الحركة المدنية الأخير عندما تناولته بالتعليق في هذا العمود قبل أيام مضت، لأن البيان تشارك فيه 12 كيانا حزبيا، ولأن الحركة تطالب بتغيير سياسى في البلاد بمناسبة الانتخابات الرئاسية لا تقدر عليه لاختلاف أعضائها على مرشح ينافسون به في هذه الانتخابات الرئاسية!
ولن أتوقف كثيرا أمام أن الدكتور عماد جاد الذى يتولى موقع المتحدث باسم التيار الليبرالي الحر، لآنه نشر كلامه على صفحته الخاصة، وقال إنه اقتراح شخصى، ولكننى توقفت أمام مضمون الكلام الذى أراه محاولة لإعادة البلاد سنوات إلى الوراء، وتحديدا إلى يوم تنحى مبارك قبل اثنى عشر عاما وسبعة أشهر مضت..
فإن جوهر الاقتراح الذى تضمنه كلامه هو إعلان مرحلة انتقالية جديدة تعيشها البلاد يتولى فيها شخصية عسكرية سابقة منصب الرئاسة، تقتصر صلاحياته على السياسة الخارجية والأمن القومى، بعد أن يشكل حكومة كفاءات تدير كل شئون البلاد، وفي مقدمتها الشأن الاقتصادى بالطبع،َ ويعمل الرئيس الجديد على تهيئة البلاد لكى يتولى رئاستها رئيس مدنى.
هل هذا معقول نعود وبأيدينا لمراحل الانتقالية التى تكون فيها البلاد تعيش أوضاعا استثنائيةَ سبق أن عشناها وخبرنا صعوبتها؟!.. إن بلاد العالم المختلفة، غربا وشرقا، تتعامل معنا على أننا دولة تجاوزت المراحل الانتقالية، وتحظى بقدر من الاستقرار السياسى، حتى مع وجود معارضة للإدارة الحالية لا تخفى رغبتها فى تغييرها، وانتهاج سياسات أخرى. فكيف نستعيد صعوبات المراحل الانتقالية؟!
ثم هل هذا يضمن كما يأمل الدكتور عماد جاد أن يظفر برئيس مدنى في نهاية المطاف، والداعين لذلك لم يتفقوا على مرشح يدعمونه ڤى الانتخابات الرئاسية ويقدرون على إقناع النخبة به أولا ثم الناخبين به ثانيا.
وهذا ما أتصور أن يمنحه الدكتور عماد جاد من اهتمام وهو أن يقوى الراغبون في إدارة جديدة وسياسات جديدة أنفسهم حتى يصبحوا قادرين على تحقيق ما يرغبون، ولا يدخلوننا في مراحل انتقالية جديدة نحن في غني عنها ،وعن صعوباتها التى جربناها مرتين في فترة زمنية قصيرة، وأقل هذه الصعوبات تتعلق بتعامل الدول المختلفة معنا.