الأشرار !
في مصر وحدها.. أو حول مصر وحدها.. ستجد من يعترفون بمؤامرات كبري تحاك ضد بلدهم.. أو ضد البلد الذي من المفترض أنه بلدهم.. لكنهم في ذات اللحظة يسخرون منها ومن قدراتها ومن إمكانياتها ولا يتوقفون عن النواح ولطم الخدود، مثل ستات الريف المتشحات بالسواد عند المصائب لا تري وجوهههن ولكن تسمع أصواتهم وبعضهن يلطمن ويصرخن دون أن يعرفن ما الموضوع!
يحدث ذلك مع السد الإثيوبي ومع كل مشاريع طرح بدائل لقناة السويس، وآخرها ممر الهند أوروبا الذي نسميه الهند - إسرائيل ، ويحدث مع أي إجراء آخر ضد مصر بمنع مساعدات أو التهديد بعقوبات أو غيرها!
لو في أي بلد آخر يترك المختلفون مع حكوماتهم كل ذلك وغيره جانبًا مهما كانت درجة الخلاف وسخونته، ومهما كانت ملاحظاتهم ويقفون إلي جوار وطنهم، أو علي الأقل يتركون الخلاف مستمرًا لكنهم يدينون ويرفضون أي مساس بأمن بلادهم ومصالح شعوبهم، ويضعون فاصلًا بارزًا محددًا بين هذه وتلك!
من الذي ابتدع ذلك في بلادنا؟! كيف تسللت كل هذه الخسة إلي بعض هذه التيارات وإلي بعض أفراد النخبة؟! كان الشعار وحتي وقت قريب من شباب ورجال أحزاب وقيادات أحزاب الثمانينيات والتسعينيات إننا نختلف حول الوطن ولكن لا نختلف عليه أو نختلف مع النظام، ولكن لا نختلف مع الوطن.
فأين هؤلاء؟! أين تلاميذ خالد محيي الدين وإبراهيم شكري ومصطفي كامل مراد وفريد عبد الكريم وضياء الدين داوود والدكتور نعمان جمعة، وكانت المخاطر حول الوطن تلغي الأزمات داخله؟! ومن هم الموجودون اليوم بكل هذه الشماتة؟! من أين جاءوا.. كيف جاءوا؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله.