أسامة كمال.. بأي حال عدتَ للشاشة؟!
فرحة البعض (وبينهم طائفة من الصحفيين والإعلاميين على السوشيال ميديا) بعودة الإعلامي أسامة كمال لتقديم برنامجه على قناة دي إم سي (DMC) هل هى مؤشر على عدم رضاهم بأداء الوجوه الإعلامية الموجودة على الشاشات والمنصات المختلفة؟!
عودة أسامة كمال بعد انقطاع تخفى أسبابه عن كثيرين.. هل تؤشر لانطلاقة إعلامية جديدة تناسب مرحلة صعبة تمر بها الدولة التي تستقبل انتخابات رئاسية وشيكة؟! وهل تكون بداية لانفراجة وتغيير ليس فقط في وجوه وبرامج لم تحقق المراد بكل أسف، أم تكون خطوة على طريق التطوير والتغيير المنشود الذي تحتاجه الدولة والمواطن أكثر من أي وقت مضى؟!
فالشارع يحتاج لأن يشعر أن الإعلام صوته ومنبره، ينحاز إليه ويناقش همومه ومخاوفه وطموحاته في مستقبل أفضل.. إعلامًا يمنحه أملًا واقعيًا أن الغد أفضل من اليوم.. إعلامًا يلامس متاعبه ويجيب عن تساؤلاته وأهمها بالقطع: متى يتوقف الغلاء.. متى تعود حالة الرضا التي تحدث الرئيس عن غيابها عن المواطن.
عودة أسامة كمال للشاشة هل تكون مؤشرًا جديدًا لإفساح المجال لوجوه مقبولة شعبيًا، تقدم محتوى إيجابيًا نافعًا يخرج عن نغمة الصوت الواحد، والزعيق والتخوين والسب والشتم وخدمة أجندات هى أبعد ما تكون عن أحلام المواطن.
هل تعنى أننا مقبلون على مرحلة تنوع وتجديد إعلامي يدفع بجيل من شباب الإعلاميين على قدر من الثقافة والفهم والعلم والإدراك لاحتياجات الناس.. جيل يجدد شباب الإعلام المصري الذي أضحى مترهلا متقاعسًا غراقًا في المحلية والنمطية والبطء حتى بات عاجزًا عن إشباع نهم المتلقي في المتعة والفائدة والمعرفة.. جيل يدرك أن الإعلام صناعة ثقيلة لا غنى عنها في كل الأحوال لاسيما أثناء الأزمات والتحولات الكبرى والتحديات الجسام.. وما أكثرها في أيامنا!
لا نريده إعلامًا مشغولًا بالتفاهة والسفاهة عن سد الخراب الإثيوبي ومأساة ليبيا والمغرب.. مشغولا بقرعة أسما شريف أو صراعات حمو بيكا أو مشاكل شيرين عبدالوهاب وافتكاسات رمضان والترندات الفارغة.. أكثر من اهتمامه بغلاء الأسعار وارتفاع سعر الدولار.
ما أحوجنا للصحافة التفسيرية التحليلية والاستقصائية حتى تستطيع أن تتصدى للهجمة الشرسة من الشائعات والأخبار الكاذبة؛ خصوصا مع ظهور صحافة الذكاء الاصطناعي.. صحافة وإعلام يسد الفراغ المخيف الذي أحدثه إعلام الهجوم الصوت العالى.
لابد أن تشغلنا صناعة المحتوى بموضوعية علمية وليس بإنفاق الأموال فقط.. نحتاج استراتيجية بعيدة المدى تستعيد للإعلام جاذبيته ومصداقيته ليخرج الناس من عباءة السوشيال ميديا الطاغية المدمرة إلى منظومة رشيدة تبنى الوعي وتصون الوطن.
وفي كل الأحوال.. أهلا بعودة الإعلامي أسامة كمال.. وبكل صوت يعزف لحنًا مختلفا عما زهده الناس وعزفوا عنه.. وعلينا أن ننتظر لنرى ماذا سيقدم أسامة لنعلم إن كنا سنصفق له أم نقول شيئًا آخر لا نتمناه!