الفن وسنينه
وش في وش كوميديا عائلية جيدة عابها التطويل!
الأفلام العائلية نوع وشكل محبب للجمهور لأنها تتحدث عن الأسرة وتتناول قضايا حياتية يومية نعيشها وقد نعاني منها أيضًا، كما أنها تأخد شكل البطولة الجماعية التي يفضلها كثير من جمهور المشاهدين، هذا فضلًا عن الصبغة الكوميدية التي تغلفها ومن ثم غالبًا ما تحقق النجاح الفني والجماهيري في آن واحد..
والأمثلة على هذه النوعية عديدة في تاريخ السينما المصرية، من أشهرها.. عائلة زيزي عام 1963 بطولة أحمد رمزي وسعاد حسني وفؤاد المهندس وإخراج فطين عبد الوهاب، أم العروسة لعماد حمدي وتحية كاريوكا وسميرة أحمد وإخراج عاطف سالم في نفس العام، الحفيد لنور الشريف وميرفت آمين وإخراج عاطف سالم أيضًا عام 1974..
ومن الأفلام الحديثة منذ بداية الألفية الجديدة مع الفارق بالطبع.. حب البنات لليلى علوي وحنان ترك وأحمد عز إخراج خالد الحجر عام 2004، الدادة دودي لياسمين عبد العزيز وصلاح عبدالله وإخراج علي إدريس عام 2008، الآنسة مامي لياسمين أيضًا مع حسن الرداد وإخراج وائل إحسان عام 2012، ماما حامل وشوجر دادي لليلى علوي وبيومي فؤاد ولنفس المخرج محمود كريم، من أجل زيكو بطولة منة شلبي وكريم محمود عبد العزيز وإخراج بيتر ميمي العام الماضي.
أحدث نسخة
أما أحدث نسخة من سلسلة هذه الأفلام العائلية الكوميدية، هو فيلم 'وش في وش الذي طرح بدور العرض منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وحقق إيرادات جيدة حتى الآن تقترب من 20 مليون جنيه وصار في المرتبة الثانية من حيث الإيرادات اليومية بعد العميل صفر لأكرم حسني متخطيًا المليون جنيه في بعض الأيام..
الفيلم تأليف وإخراج وليد الحلفاوي النجل الأصغر للفنان القدير نبيل الحلفاوي والأكبر هو المخرج أيضًا خالد الحلفاوي صاحب أفلام زنقة ستات، نادي الرجال السري، تسليم أهالي، في ثاني أفلامه كمخرج بعد علي بابا لكريم فهمي وأيتين عامر قبل خمس سنوات، وبطولة الثنائي الناجح المتفاهم آمينة خليل ومحمد ممدوح في ثامن لقاء يجمعهما..
بعد فيلمي الخلية و122 ومسلسلات جراند أوتيل، لا تطفئ الشمس، قابيل، خلي بالك من زيزي، العائدون، ويشارك معهم بيومي فؤاد، أنوشكا، أحمد خالد صالح، محمد شاهين، سامي مغاوري، أسماء جلال، سلوى محمد علي، خالد كمال، محمود الليثي، دنيا سامي وضيوف الشرف خالد الصاوي ولطفي لبيب وعمر مصطفى متولي.
الفيلم يتعرض في قالب كوميدي للخلافات الزوجية اليومية العادية والتي تتفاقم إلى مشكلات كبرى، عندما يتدخل فيها أهل الطرفين وأصدقائهما والمعارف إلى آخره، من خلال قصة زوجين شابين تزوجا عن حب ومضى على زواجهما 7 سنوات أنجبا خلالها طفلًا وحيدًا، يعانيان من بعض المشاكل البسيطة كأي زوجين حاليًا سببها المادة، لتراجع دخل الزوج الذي يعمل كمهندس ديكور مع كثرة طلبات الزوجة.
فتحدث مشاجرة يستدعي على أثرها كل طرف أهله وأصدقائه المقربين إلى بيت الزوجية وهنا تتصاعد الخلافات على مدار 24 ساعة هي زمن الأحداث، لتدخل هؤلاء في حياة الزوجين خاصةً مع اختلاف بيئة وثقافة كل من أسرتي الزوجين ومع الدور السلبي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في إزكاء وتصعيد وتيرة هذه الخلافات إلى حد أن يصبح الزوجان على وشك الطلاق!
تجربة جيدة رغم التحفظات
الفيلم بصفة عامة جيد ومقبول جدًا من الناحية الفنية والمواقف التي أفرزت جرعة كبيرة من الضحك ومن ناحية موضوعه وأداء الممثلين، حيث تميز بصفة خاصة الثنائي آمينة وممدوح ووضح مدى التفاهم والانسجام الكبير بينهما في دوري الزوج شريف والزوجة داليا والمخضرمان بيومي فؤاد في دور والد الزوج وسامي مغاوري والد الزوجة وكذلك أنوشكا في دور والدة الزوجة القوية المتسلطة على زوجها..
هذا إضافةً إلى تألق محمد شاهين - صديق الزوج وسلمى جلال صديقة الزوجة والكوميديان الجميل محمود الليثي في شخصية كحول سائق والد الزوجة وكذلك باقي الممثلين بالفيلم، حيث نجح المخرج رغم حداثة عهده بالإخراج في قيادتهم باقتدار ومهارة واضحة، خاصةً وأن عددهم ليس بالقليل وجميعهم في مكان واحد ' One Location هو بيت الزوجين..
كما كان مونتاج مينا فهيم جيدًا وكادرات مدير التصوير مروان صابر موفقة جدًا ومعبرة رغم أن معظمها كادرات كلوز قريبة وكذلك الموسيقى التي جاءت ملائمة لطبيعة الفيلم.
ولكن كانت هناك بعض الهنات والمآخذ على الفيلم أهمها طول مدة عرضه التي تقترب من الساعتين وقضية الفيلم الذي هو أحادي المكان أيضًا لا تستحق ذلك وهو ما سرب بعض الشعور بالملل!، وهذا يبدو واضحًا جليًا في المشاهد الكثيرة والطويلة وغير المبررة والتي تجمع الثنائي السائق محمود الليثي والشغالة دنيا سامي وكان من الأفضل حذف أغلبها لعدم أهميتها في الأحداث! كذلك مشهد الحمام بين بيومي فؤاد وسامي مغاوري وخالد كمال.
من عيوب الفيلم أيضًا الترويج لبعض الأشياء والقيم والمعتقدات السلبية التي لا تناسب مجتمعنا، مثل اعتبار المشروبات الكحولية والمخدرات وسيلة للراحة والسكينة! ورفض مبدأ الزواج وتفضيل إقامة علاقة بين الشاب والفتاة خارج هذا الإطار! وأخيرًا الملابس المكشوفة والمتحررة طوال الأحداث لصديقة الزوجة الصدوقة الفنانة الشابة أسماء جلال رغم أن الزوجة على النقيض منها ملتزمة ومحترمة! واعتقد أن العوامل التجارية هي سبب ذلك!