أشرف مروان مجددا!
كتاب إسرائيلي جديد صدر قبل أيام يعزف ذات المعزوفة الإسرائيلية التى أطلقها الإسرائيليون منذ سنوات والتى يدعون فيها أن أشرف مروان كان عميلا للموساد الإسرائيلى وأنه أبلغ رئيسه عندما التقاه في لندن يوم الخامس من أكتوبر أن هجوما مصريا وسوريا ستتعرض له إسرائيل يوم الغد السادس من أكتوبر عام 1973..
غير أن الكتاب لم يسد مثل فيلم الملاك قبل سنوات الثغرات في الادعاء الإسرائيلى القديم الخاص بأشرف مروان، والتى أهمها.. لماذا تأخرأشرف مروان في إبلاغ الإسرائيليين بموعد الهجوم المصرى السورى وهو كان يعمل في رئاسة الجمهوريةَ بجوار السادات حتى ليلة الهجوم؟
ولماذا أخبر الإسرائيليين أن الهجوم سيكون مساء وليس ظهرا، كما تقول الرواية الإسرائيلية؟ وهل كان يمكن لأشرف أن يسافر ليلة الحرب إلى لندن بدون علم الرئيس السادات شخصيا وهو يعمل بجواره في مكتبه؟
أذكر أنه يوم تلقى العزاء في أشرف مروان كنّا عائدين من رحلة خارج مصر برفقة الرئيس الأسبق مبارك على متن الطائرة الرئاسية، وعندما التقى بِنَا الرئيس الأسبق كما جرت العادة بالطائرة سألناه عن أشرف مروان فنفى بحسم الرواية الإسرائيلية بأنه كان عميلا إسرائيليا، وعندما حطت الطائرة الرئاسية ذهب كل من عمر سليمان والدكتور زكريا عزمى مباشرة من مطار القاهرة إلى مكان العزاء لتقديم واجب العزاء لزوجته وأسرته..
وهذا نفى عملى من جهاز المخابرات المصرى للرواية الإسرائيلية عن أشرف مروان، فَلَو كانت هذه الرواية صحيحة لما قدم عمر سليمان العزاء بنفسه وقتها في وفاة أشرف مروان، خاصة وأن جهاز مخابراتنا يحتفظ بكل الملفات التى تعنيه وتتعلق بأمن الوطن، رغم تعاقب الأجيال والقيادات عليه.