كفى استخفافا!
ليس مستساغا أن يقلل البعض من شأن خطوة انضمامنا لمجموعة بريكس، بدعوى أن حل مشكلتنا الاقتصادية يحتاج لعلاج داخلى يقتضى تغييرا في السياسات الاقتصادية وأولويات الاقتصاد.. ومع التسليم بأن علاج مشاكلنا الاقتصادية في أيدينا رغم تأثرنا بالأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن الانضمام لمجموعة بريكس سوف يفيدنا بالتأكيد..
وإذا كانت الحكومة تهتم كما قال رئيسها بالقروض الميسرة التى تمنحها مؤسسات البريكس، فإن هناك ما هو أهم من ذلك بكثير وهو ما يتعلق بأن هذه العضوية لـ البريكس تساعدنا على مقاومة الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وتجعلنا مسنودين إلى تجمع اقتصادى متماسك وقوى يواجه الاحتكار الاقتصادى الأمريكى عالميا.
صحيح أن عضويتنا في البريكس التى ستفعل يوم واحد يناير العام المقبل لن يتلوها يوم الثانى من يناير انخفاض للتضخم وتراجع للغلاء واسترداد الجنيه قيمته كلها أو بعضها تجاه العملات الأجنبية المختلفة، وفي مقدمتها الدولار الأمريكى. إلا أن انضمامنا لـ البريكس يذلل لنا بعض الصعاب بمرور الوقت خاصة تلك المتعلقة بقيمة الجنيه، وبالتالى سوف يساعدنا ذلك على السيطرة على التضخم وكبح جماح الغلاء الذى عانى منه الشعب بشدة منذ أكثر من عام.
أرجو أن نتحلى بالموضوعيةَ ونحن نتناول أمورنا، ونتوقف عن الخفة والاستظراف السخيف والمثير للإحباط العام.. لقد أحسنا صنعا حينما طلبنا الانضمام لبريكس، وقد تمت الاستجابة على طلبنا مع خمسة دول أخرى من بين 23 طلبا قدمتها دول مختلفة للانضمام لبريكس، وهذا يعد نجاحا يمكن أن يساعدنا على تحقيق النجاح الأكبر والمنشود، وهو تجاوز مشكلتنا الاقتصادية الحالية بعد مراجعة وتنقيح سياساتنا الاقتصادية.