بريكس تتوسع رغم أنف الأمريكان!
من بين 23 دولة تقدمت رسميا بطلبات انضمام لمجموعة بريكس وافقت قمتها التي اختتمت اليوم على قبول طلبات 6 دول، ثلاثة منها دول عربية هي مصر، والسعودية، والإمارات، والثلاثة الأخرى هي الأرجنتين وإيران وإثيوبيا.. وهذا العدد من الدول المنضمة حديثا ابتداء من بداية العام القادم هي أكبر عددا من الدول الأعضاء حاليا فيها والتي تضم خمسة دول هي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.
ولذلك سيكون لتوسيع بريكس على هذا النحو الكبير تأثيرا ملحوظا على مسار الاقتصاد العالمي والمكانة الاقتصادية للدول السبع التي تتصدرها الولايات المتحدة الأمريكية، لأن الدول الأعضاء في بريكس تتوسع في التعاملات التجارية فيما بينها بالعملات المحلية لها..
وتوسيع البريكس سيعني زيادةَ للتعامل بالعملات المحلية على حساب الدولار الأمريكي، مما سينال من استقراره على عرش العملات، ويعجل باختيار نظام نقدي عالمي بديل لا يتحكم فيه الدولار الأمريكي، وهو ما سوف يسهم كما قال قادة بريكس في كلماتهم في ختام قمتهم في صياغة نظام دولي متعدد الأقطاب، وليس نظاما أحادي القطبية.
ولعل هذا يفسر تحرك أمريكا مؤخرا لاجتذاب عدد من الدول التي طلبت الانضمام لبريكس، من خلال تخفيف صندوق النقد الدولي من شروطه في التعامل معها، مثلما حدث بين الصندوق والأرجنتين مؤخرا التي لم يتمسك الصندوق بشروطه المعهودة لإقراضها وإبرام اتفاق معها.
أما بالنسبة لنا فإن الانضمام لـ بريكس سوف يتيح لنا تسهيل التعامل بالعملات المحلية مع نحو عشرة من الدول الأعضاء فيها، من بينها دولتين لنا تعاملات تجارية واقتصادية كبيرة هي الصين وروسيا.. وهذا من شأنه أن يخفض الطلب لدينا على الدولار الأمريكي، وبالتالي تتحسن قيمة الجنيه تجاهه..
وهو ما سيقلص من التضخم الذي ارتفع بشدة بسبب انخفاض قيمة الجنيه تجاه الدولار خلال عام إلى النصف، ولذلك أعلن الرئيس السيسي مؤخرا أنه لا تخفيض في المدى المنظور للجنيه لأن هذا يعد من الأمن القومي لتأثيره على معدل التضخم.. وهكذا.. انضمامنا مع خمسة دول أخرى لـ بريكس سيكون له نتائجه العالمية والمحلية.