أرجوكم لا تنسوهم
كانوا يقتاتون يوميا على ما تبقى من فتات طعام الزوار، سواء قطع خبز يابس، أو بقايا ما تجود به سلال القمامة، حول الحديقة وداخلها، يسعون هنا وهناك فى جنبات الحديقة المترامية الأطراف بحثا عن الرزق، ومع خضوع المكان لعمليات تطوير وتحديث ما يستلزم إغلاقه أمام الزوار لمدة شهور، اضطر هؤلاء الى الخروج من بين أسوار الحديقة العتيقة للبحث عن قوت يومهم.
عرضت الإعلامية إيمان الحصري في برنامجها مساء "دي إم سي" تقريرا مصورا عن أسماء التى اكتشفت مأساة هؤلاء المساكين، وحكت كيف انتبهت إليهم وقد نسيهم الجميع، وكانوا أقرب إلى الموت بل يواجهونه بالفعل كل يوم، لولا عناية الله سبحانه إذ قيض لهم قلبا رحيما أدرك ما بهم من ألم الجوع.
سارعت أسماء من فورها إلى تسخير سيارتها ومالها فى سبيل إطعام ما يربو على ألف قطة مشردة من قطط الشوارع، تعيش حول وداخل حديقة الحيوان المغلقة، تأتي إليهم كل صباح ومساء بأكبر كم تستطيعه من الطعام، تحاول إسكات بطون أكبر عدد منهم، يخرجون إليها متلهفين، تئن أحشائهم من الجوع.
تدور أسماء بسيارتها حول الحديقة، وكلما صادفت مجموعة قطط باحثة عن القوت، أطعمتهم، بل وصادفت من نفقوا تحت عجلات السيارات، وهم يحاولون عبور الطريق بحثا عن أى فتات طعام.
دشنت أسماء صفحة على موقع التواصل "فيس بوك" تحت اسم قطط حديقة الحيوان، تنبه فيها إلى احتياج تلك الأرواح إلى الطعام على الأقل خلال فترة تجديد الحديقة، ودعت محبي الحيوانات الأليفة وكل من في قلبه لين وعطف لأن يغيثهم، إلى أن تعود الحديقة الى العمل مرة أخرى ويعود الزوار إليها وتعود عجلة الحياة إلى طبيعتها بداخلها وخارجها.
كائنات صغيرة تنتظر بلهفة لقيمات بسيطة يلقيها ابن آدم، لا تعرف إلى التعبير عن الألم أو الطلب والإلحاح في سؤال الناس سبيلا، لا تعرف إلا الصراخ ثم الصراخ ثم الصراخ من الجوع.
أناشد السادة مسئولي الإدارة المركزية لحدائق الحيوان بوزارة الزراعة، والسيد معالي وزير الزراعة، تدبير بعض احتياجات طعام هؤلاء بشكل يومي، وتوصيلها إلى تلك القطط التي تخوض معركة البقاء على قيد الحياة صباح كل يوم في انتظار أسماء وحدها وبعض محبي الحيوانات الاليفة..
فتلك الأرواح البريئة، جُل ما تحتاجه فى هذه الدنيا الواسعة العريضة، ملئ معدة بحجم قبضة اليد، وسنتيمترات قليلة من الماء، فرفقا بهم وبضعفهم وقلة حيلتهم، ونداء إلى كل من يستطيع مد يد الرحمة والعطف إلى هؤلاء بفتات خبز أو قطعة جبن على أقل تقدير أن يبادر إلى ذلك فنحن في أشد الاحتياج إلى هؤلاء أكثر من حاجتهم لنا، رغم ضعفهم.