ليس بوصمة عار
هو مرض مثله مثل أي مرض عضوي، إلا أن آثاره المجتمعية قد تتخطى المصاب به، وتتعدى لتؤثر سلبا على البيئة المحيطة به، حال تركه دون علاج أو متابعة طبية. المرض النفسي، أو النوبات الطارئة، تخشى كثير من الأسر، اللجوء فيها إلى الأطباء النفسيين، تجنبا لرشقات سهام المجتمع، بالجنون المزعوم، والاعتقاد الخاطئ أنه مرض لا يرجى منه شفاء.
شرفت بحضور مبادرة "ملتقى" التى وقعت بين إحدى شركات الأدوية الوطنية، وبين اتحاد الأطباء النفسيين العرب، لتدريب شباب الأطباء النفسيين على آخر المستجدات الطبية فى هذا المجال، حيث تحدث حضور منصة توقيع بروتوكول المبادرة عن خطورة إهمال علاج المشكلات النفسية، وخطورة إهمال متابعة أي أعراض قد تدعو الفرد للعزلة عن مجتمعه، وبالتالي ربما تدفع به إلى الانحراف الفكري أو التفكير فى الخلاص من حياته أو التفكير في إيذاء الآخرين.
وكما قال المجتمعون، فإن في حياة كل منا بعض الاضطرابات النفسية التى قد تعصف به بشكل مؤقت، فتقلب حياته رأسا على عقب، بل تحيلها إلى جحيم، إذا لم يلتمس المشورة الطبية مبكرا.
المرض، أوالخلل النفسي الطارئ ليس سبة أو وصمة عار، بل إن عواقب ترك المصاب دون ملاحظة طبية ورعاية أسرية جيدة، تفاقم مشكلات المجتمع بشدة وقد تؤدي إلى تفشي الجريمة داخل إطار الأسرة الواحدة.
لنخلع هذا المعتقد الزائف من أذهاننا ومن أذهان الناس، ونتعامل مع هذا المرض مثل سائر الأمراض، بلا خوف من الوصم بالجنون، أو ملاحقات سهام النظرات الجارحة، معا لنتحلى بروح العلم ونخلع رداء الجهل.