طوفان بلا نبي
تعجب الناس من أمر هذا الرجل، يصنع سفينة فوق قمة جبل.. كان وحده على خبر بالطوفان.
وفي مخيلتي أن نوح نفسه ورغم يقينه كان ينتظر الحدث دون تفاصيل وبعد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على سفينة الإنقاذ البشرية ظهرت تباشير الحدث الأعظم.
نوح يجمع من صدقوه وآمنوا برسالته عاطفيا، يميل كأب ويدعو ابنه الذي يظن وهما أنه سيعتصم بجبل فيكون الرد لا عاصم اليوم.
المشهد مروع.. سفينة تتقاذفها أمواج وتهددها مياه عاتية من كل صوب.
وحده نوح على يقين بالنجاة، والكافرون تبتلعهم دوامات لم يتخيلوها من قبل ولن يروا بعدها إلا لحظات الحساب العسير.
اللحظات العصيبة
في تلك اللحظات العصيبة لم يكن هناك اختيار في المواجهة، فإما الموت أو الموت.
في زمن الطوفان الأول كان بين البشرية نبي يوحى إليه.. صنع سفينة وأنقذ الأرض الغارقة حتى جاء أمر الله للأرض والسماء فعادت الكرة الأرضية موطنا آمنا لمن بقي على قيد الحياة.
مات نوح ومن كانوا معه حسب قوانين الخليقة وظلت قصته للإنسانية علامة ورمزا للإعجاز.
ولم يعد بعد محمد نبي ولا رسول ولن يعود نوح ليصنع سفينة.
الطوفان الذي يطرق أبوابنا ويقترب منا آت دون أن يكون بيننا نبي ولا سفينة.. المهم أني لست بنبي غير أنى أدق ناقوس الخطر.. الطوفان على الأبواب.