رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى فض رابعة!

احتفاء الإخوان بذكرى فض رابعة هذا العام قياسا للأعوام السابقة ليس سببه فقط أنها الذكرى العاشرة، وإنما سببه الأهم أنها جاءت في ذات الوقت الذي يتم فيه تنفيذ حملة سياسية واسعة تستهدف حدوث تغيير سياسي في مصر، تشارك فيها قوى في الداخل وهيئات وحكومات وأجهزة في الخارج.

 

وبالطبع موضوع فض اعتصام رابعة أثير حوله الكثير من اللغط واستدعاؤه مجددا يفيد الإخوان وآخرين في الدعوةَ والإعداد لهذا التغيير، لأن الفض بسبب لجوء الإخوان إلى استخدام العنف أسفر عن سقوط ضحايا، فضلا عن أن اعتراض البرادعي وقتها على فض الاعتصام بالقوة وهو نائب للرئيس يضيف  توابل حارة على الموضوع والحدث.

Advertisements

 شائعات الإخوان


وبهذا المعنى فإن الاهتمام الزائد من قبل الإخوان وإعلامهم بذكرى فض اعتصام رابعة، الذي أرادوه أن يكون مركزا موازيا للحكم وقتها، لم يحدث مصادفة أو عشوائيا، وإنما هو يأتي في إطار حملة الهجوم المكثف والمخطط الواسع الذي يستهدف تجهيز البلاد لهذا التغيير السياسي الذي ينشدونه.. وفي إطار هذه الحملة يتم النفخ في أي حدث ولو كان عابرا أو محدودا، ترويج الشائعات والأكاذيب، لبث الشكوك لدى الرأي العام في كل شيء وأي شيء.

 
فإن اعتصام رابعة كان نموذجا كاشفا لمدى قدرة الإخوان على صنع الأكاذيب ونسج الشائعات.. فهم نظموا هذا الاعتصام في البداية لإرهاب المصريين حتى لا يخرجوا بكثافة يوم الثلاثين من يونيو، ومع ذلك ادعوا أنه تجمع لمؤيدي مرسي ودفاعا عن الشرعية. 

 

ولم يحقق هذا الاعتصام هدفه وخرج المصريون بعشرات الملايين للشوارع والميادين وبعدها استخدموا الاعتصام نقطة انطلاق للقيام بهجمات في أماكن مختلفة بالقاهرة لترويع الناس والانتقام منهم.. وبعد أن تم عزل مرسي فعلا سعوا تنفيذا لنصيحة أمريكية لتحويل الاعتصام إلى مركز موازنة للحكم، ولذلك كدسوا الأسلحة فيه والتي استخدموها لمقاومة ومنع الشرطة من فض الاعتصام فيما بعد.

 

 
وإذا كان فض الاعتصام تم بعد نهار يوم كامل فإنه كان بداية لموجات متتالية من العنف انخرط فيها الإخوان لم تقتصر إلى القاهرة وحدها وإنما شملت عددا من المدن، ونال فيها المسيحيون النصيب الأكبر من اعتداءات الإخوان، ورافقها تكثيفا للهجمات الإرهابية في سيناء.. أي أن نية الإخوان كانت مبيتة على استعادة الحكم بالقوة سواء تم فض الاعتصام بالقوة أو لم يتم ذلك.. وكان من المفترض أن نذكر المصريين بذلك كله في ذكرى الفض ردا على أكاذيب الإخوان. 

الجريدة الرسمية