أزمة.. أم مؤامرة؟!
لسنا الآن في حاجة للنقاش حول طبيعة الأزمة الاقتصادية التى نعيشها حاليا، والتى يرى البعض أنها من صناعة الخارج، ويرى آخرون أنها صناعة داخلية، لأن هناك بالفعل تداخلا بين أسبابها الداخلية والخارجية كما ذهب كثيرون تناولوها على مائدة الحوار الوطنى..
لكننا في حاجة أكثر الآن للنقاش حول حقيقة ما نواجهه، وهل هى مجرد أزمة اقتصادية عطلت خططنا للنمو والتنمية، أم هى مؤامرة تحاك ضدنا ذات هدف مزدوج، اقتصادى وسياسى أيضا، تتشارك فيها أطراف دولية واقليمية ومحلية أيضا؟!
وثمة ما يعزز ضرورة طرح هذا السؤال على أنفسنا مما يحدث حولنا وامامنا ولنا مثل الإلحاح الذى تمارسه جهات متعددة علينا لتخفيض جديد للجنيه، ومثل التلويح في وجوهنا بشكل متكرر بأن الاشقاء لن يقدموا مساعدات بلا مقابل أو شروط..
ومثل التباطؤ من قبل الأشقاء أيضا فى شراء الأصول التى طرحناها للبيع للحصول على نقد أجنبي نحتاجه بشدة الآن، ومثل التبشير من قبل محللين كان آخرهم أمريكى بأننا على مشارف كارثة اقتصادية، مع التلويح بتجميد ثلث المساعدات العسكرية الأمريكية لنا هذا العام!
إن ما يحدث أمامنا وحولنا ولنا بالقطع ليس مصادفة، لأن السياسات والمواقف هى ثمرة دراسة وتخطيط وإعداد وتدبير وتحضير.. وهذا ما يتعين علينا أن نعيه وندرك أننا بسواعدنا فقط يمكننا أن نعبر أزمتنا الاقتصادية الحالية.. أى إننا يجب أن نعتمد على أنفسنا أساسا..
نعم هذا سوف يكلفنا مزيدا من الأعباء التى يتعين أن نتحملها بشكل عادل، لكن لا سبيل أمامنا غير ذلك، في ظل الأوضاع الدولية الحالية التى تتسم بقدر متزايد من الاستقطاب، والاوضاع الإقليمية التى تعلى قيم التنافس والتسابق على قيم التعاون والتعاضد خاصة بين الأشقاء.
وهذا الذى نواجهه ليس جديدا.. سبق أن واجهنا مثله في تاريخنا القريب من قبل ونجحنا في مواجهته.