عفوًا.. هل يحتمل سوق العمل خريجي إعلام جددا؟!
تطور كبير شهدته جامعة عين شمس في عهد الدكتور محمود المتيني الذي افتتح أخيرًا كلية إعلام جديدة؛ رغبة منه في إضافة تخصصات مبتكرة للجامعة تواكب العصر بمناهج متطورة في الصحافة الإلكترونية والتليفزيونية وتقنيات الذكاء الاصطناعي أحدث منتجات العلم..
وهذا أمر جيد ومسلك محمود لولا أن سوق الإعلام في مصر تشبعت فعليًا بالخريجين منذ زمن بعيد، في ظل منظومة لا تحتفي بأهل التخصص بقدر ما تفتح أبواب الشهرة والذيوع والنجومية لغير المتخصصين وأهل الصنعة حتى تبوءوا صدارة المشهد دون تأهيل ولا دراسة!!
والسؤال: إذا كان خريجو كليات الإعلام وفي القلب منهم أبناء كلية الإعلام جامعة القاهرة الكلية الأم الرائدة في هذا التخصص يعانون بطالة وتهميشًا بينما يتصدر المشهد الإعلامي على الشاشات والصحف طائفة من المشاهير، جلهم أو بعضهم، ليسوا من خريجي كليات أو أقسام الإعلام والصحافة أصلًا وربما لم يطالع بعضهم كتابًا علميًا ذا شأن في فنون الإذاعة والتليفزيون أو التحرير الصحفي في ظل النظرة المغلوطة للإعلام بحسبانه فهلوة وشطارة مكتسبة وليس علمًا وفنًا ومهارات وملكات إبداعية لابد أن تتوفر لكل من يحمل قلمًا أو يتصدر شاشة.. وإذا كان الحال كما نرى فأين سيجد خريجو إعلام عين شمس فرص عمل تقيهم شر البطالة والسؤال؟!
وهل تستوعب سوق العمل في مصر خريجي إعلام وصحافة جددًا.. أم أن الأولى النظر بجدية للاحتياجات الملحة لمصر في ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة، ألسنا في حاجة لابتكارات جديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي زراعة وتصنيعًا لتوفير ما ينفق في الاستيراد وتدبير الموارد النقدية الأجنبية.. ألسنا في حاجة لمضاعفة أعداد المتخصصين في الزراعة الحيوية أو النانو تكنولوجي أو الطاقة النظيفة مثلًا؟!
كنت أتوقع أن يجري تكليف نخبة من الأساتذة المتخصصين في الإعلام بجامعة عين شمس لعمل ما يشبه دراسة حالة لتفاصيل المشهد الإعلامي- تليفزيونًا وفضائيات وصحافة تقليدية وإلكترونية- أو حتى دراسة جدوى إنشاء كلية إعلام جديدة ومعرفة حجم البطالة بين خريجي الإعلام في مصر.. وهل نحتاج فعلًا لكلية إعلام جديدة حتى ولو كانت بأحدث المقررات والمناهج العلمية التي تواكب العصر وتلبي احتياجاته وتسد ثغرة من ثغراته!
تحية للدكتور المتيني الذي لا نحمله مسئولية ما أصاب الإعلام من آفات وما لحق به من تغيرات سلبية لكني كنت أتوقع منه وهو العالم القدير والطبيب المشهور أن يقدم للمجتمع أقسامًا علمية أو كليات جديدة تلبي حاجتنا المعرفية وتقدم حلولا عصرية لمشكلات مزمنة لا تزال بلا حلول ناجحة!