من يدير أموال الإخوان ؟!
خوف وشكوى هو العنوان المناسب لما يبثه الإخوان الآن في تركيا من رسائل على مواقع التواصل الاجتماعى.. الخوف من المجهول الذى قد يكون فقدان الملاذ الآمن والطرد من الأراضى التركية، أو الوقوع في قبضة رجال الأمن التركى الذين يلاحقون أعدادا منهم، أو تسليمهم للسلطات المصرية بناء على طلبها لاتهامهم بارتكاب جرائم عنف أو التحريض عليه مثل المتورطين باغتيال النائب العام..
ولذلك انخرط الإخوان في الشكوى من السلطات التركيةَ التى باتت تعاملهم كأشخاص غير مرغوب فيهم.. واختلطت الشكوى بتبادل النصائح والتحذيرات لتفادى الوقوع في قبضة الأمن التركى، التى كان من بينها التحذير من ارتياد المساجد لتجنب القاء القبض عليهم من رجال الأمن!
أموال الإخوان
هذا عن المعلن عن تداعيات تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا على الإخوان الذين تدفقوا منذ سنوات على تركيا واتخذوا منها ملاذا آمنا.. أما الخفى من هذه التداعيات فهو يتعلق بأمر مهم جدا للإخوان كلهم، وليس الموجودين فقط في تركيا.. فهو يتعلق بتركة الإخوان أو أموالها التى بسببها انفجر صراعا حادا علنا بسبب السيطرة على هذه الأموال بين جبهتين..
جبهة إخوان لندن بقيادة ابراهيم منير الذى كان يقوم بأعمال المرشد منذ القاء القبض على محمد بديع، وجبهة إخوان اسطنبول بقيادة محمود حسين أمين عام الجماعة سابقا، والذى بادر باعلان نفسه مرشدا للجماعة بعد وفاة ابراهيم منير مستبقا إعلان إخوان لندن صلاح عبدالحق مرشدا، وإن كان هناك من يرى أنه مرشد علنى اختير لتأكيد رغبة إخوان لندن في ترك العمل السياسي والاكتفاء بالعمل الدعوى فقط، بينما هناك مرشد آخر سرى من مهامه إدارة أموال الإخوان في الخارج!
وما يتعرض له الإخوان في تركيا الآن سيؤثر سلبا بالطبع على جبهة اسطنبول في صراعها مع جبهة لندن، وسوف يضعف نفوذها داخل التنظيم الدولى، وسيجبرها على الانكفاء على الذات بعض الوقت، وسوف يمنح جبهة لندن بعض القوة ويعزز سيطرتها على أموال الإخوان خارج مصر..
وهى أموال كبيرة والتى مابرحت مصادرها الاساسية تضخ المزيد منها، مثل التبرعات والمنح والهبات والاستثمارات، وهناك من يدير هذه الأموال في سرية شديدة، وهو ما يوفر للإخوان كل ما يحتاجونه من تمويل لأنشطتهم المختلفة وفى مقدمتها الانشطةَ الاعلامية والدعائية.