قمة روسيا وإفريقيا رغم الضغوط الأمريكية!
رغم الضغوط الأمريكية توافد قادة أفريقيا على سان بطرسبرج للمشاركة في قمة روسيا وإفريقيا في دورتها الثانية.. وكان الرئيس السيسي في مقدمة هؤلاء القادة الأفارقة ليلتقى به فور وصوله الرئيس الروسى بوتين، لقد سعت أمريكا لإثناء الدول الإفريقية عن المشاركة في هذه القمة التى تأتى والحرب الأوكرانية مشتعلة، أو على الأقل المشاركة فيها بتمثيل أدنى..
لكن طبقا للمعلومات الروسية فإن نحو 49 دولة إفريقية استجابت للدعوة الروسية، وسوف تشارك في هذه القمة غدا، وهذا مؤشر أولا لتراجع النفوذ الأمريكى في القارة السمراء ، رغم أنها أنفقت فيها أموالا تفوق ما أنفقته روسيا، وأيضًا ما أنفقته الصين طبقا لتقديرات أمريكية..
وثانيا مؤشر لإخفاق الولايات المتحدة في فرض حصار دولى على روسيا وعزلها دوليا كما كانت تأمل بالعقوبات الاقتصادية.. وثالثا مؤشر إلى أن الحرب في أوكرانيا لم تشغل روسيا عن توسيع نفوذها العالمى خاصة في القارة السمراء، ولذلك أبدت استعدادا لتقديم الحبوب مجانا لعدد من الدول الإفريقية ، بعد أن انسحبت من اتفاقية تصدير الحبوب.
وإذا كانت القضايا الاقتصادية تحتل مساحة مهمة في جدول أعمال القمة، فإن القضايا الأمنية والاستخباراتية تتصدر جدول أعمالها أيضا غدا، ويتوقع العديد من المراقبين أن تسفر القمة عن عقد اتفاقات تعاون في هدا المجال بين روسيا وعدد من الدول الإفريقية.. وهو ما يشير إلى أن روسيا عازمة،على توسيع تواجدها في القارة السمراء، ولذلك لنا أن نتوقع ازدياد التنافس وربما الصراع بين ثلاث قوى في إفريقيا، هى أمريكا والصين وروسيا.
وبالطبع تتيح مشاركة الرئيس السيسى في هذه القمة فرصة للتشاور مع الرئيس الروسى في أمور العلاقات الثنائية المتنوعة، ومنها تأمين حصول مصر على احتياجاتها من القمح الروسى بأسعار مناسبة، ومنها أيضا ترتيبات انضمام مصر لمجموعة البريكس التى تعد أحد المجموعات التى تساعد على إعادة صياغة النظام الدولى ليكون متعدد الاقطاب وتبديدا لنظام القطب الواحد.. ولذلك لنا أن نتوقع أن ذلك لن يلقى ترحيبا أمريكيا، مثلما لم يلق الموقف المصرى الرافض لفرض عقوبات على روسيا خارج الأمم المتحدة.