رئيس التحرير
عصام كامل

تبريرات ضارة!

من الطبيعى والمفهوم أن تخرج الحكومة، أى حكومةَ، لتفسر وتبرر ما تقوم  به من أعمال وتتخذه من اجرءات وقرارات، خاصة إذا كانت تتضمن أعباء إضافية على المواطنين، لكن من الفطنة السياسية اختيار التفسيرات والتبريرات التى يمكن قبولها من الناس، لا التفسيرات والتبريرات التى تثير قلق الناس بدلا من أن تبدده، وتطرح أسئلةَ جديدة بدلا من أن تقدم لهم اجابات مستساغة على أسئلةَ قائمة!

 
وقد قامت الحكومة بعد أن شرعت بيومين فى تخفيض أحمال الكهرباء بتقديم تفسير محدد لما قامت به.. وبغض النظر عن أنه تأخر إلا أنه جاء ناقصا.. فهى عللت تخفيض الأحمال الكهربائية بتخفيض استهلاك الغاز الذى تستخدمه محطات إنتاج الكهرباء لتوفيره للتصدير بدلا من الاستهلاك المحلى، لأن التصدير سيجلب لنا نقدا اجنبيا.. 

 

ثم سكتت بعدها الحكومة عن الكلام ولم تبادر بتقديم اجابات على أسئلةَ كان يجب أن تتوقع أن يثيرها الناس بعد كلامها هذا، وهم قد أثاروها بالفعل، مثل هل أزمة النقد الاجنبي كبيرة إلى هذا الحد الذى يجعلنا مضطرين لتخفيض الأحمال الكهربائية؟ وهل أيضا سيكون ذلك هو سبيلنا لتدبير بعض النقد الاجنبي مع كل موجة حر جديدة نتعرض لها ونحن في بداية الصيف؟ وما هو مستقبل مشروعات النقل التى شرعنا فى تنفيذها وتعتمد على الكهرباء؟ 


كل هذه الاسئلة بدأ يطرحها الناس بعد أن عاد إليهم تخفيف الأحمال الكهربائية مجددا الذى كنّا نشكر الله على نجاتنا منه بفضل محطات الكهرباء العملاقة التى أقمناها.. ولذلك لا يكفى أن تقدم الحكومة تفسيرها لما قامت بِه من تخفيض للأحمال الكهربائية وتصمت بعدها، وكأنها أدت واجبها.. 

 

 

عليها أن تنصت لما يقوله ويردده الناس من أسئلةَ تتعلق بحياتهم حاليا ومستقبلا، وتقدم لهم اجابات مقنعة عليها، لتحافظ على احساس الناس بالطمانينة على مستقبلهم، خاصة وأننا فى وقت يزيد فيه القيل والقال مع اقتراب الانتخابات السياسية.     

الجريدة الرسمية