ماذا لو؟!
ماذا لو قبلنا أن يكمل مبارك فترته الرئاسية ولا يتنحى فورا؟!.. سؤال لم يطرحه أحد ولا فكر فى إجابته، رغم أن الاجابة عليه كانت سترسم حاضرا ومستقبلا ربما يختلف عما عشناه وشهدناه بالفعل!
لكن لا يمكن إذا حاولنا الإجابة على هذا السؤال كنوع من الرياضة الذهنية أن نقطع بشىء، حتى بأمر محاكمة مبارك التى تمت عقب تنحيه عن الحكم!
فإذا كان مبارك قد أكمل فترته الرئاسية فمن بين الأمور التى كان من المحتمل حدوثها هو إجراء انتخابات برلمانية جديدة ،بعد الانتهاء من الطعون التى قدمت فى الانتخابات السابقة التى جرت فى عهد مبارك، وكذلك بدء جولات من التفاوض والتشاور مع القوى السياسية المختلفة..
الإخوان والمستقبل
وأيضًا مع الإخوان حول خطوات المستقبل بما فى ذلك الانتخابات الرئاسية الجديدة، فضلا عن إجراء بعض التعديلات على قوانين الانتخابات وممارسة الحقوق السياسية، وربما أيضا إجراء استفتاء لتعديل بعض مواد الدستور المتعلقة بهذه الفعاليات.
وكان من المحتمل أيضا ألا نشهد تلك الصدامات الدامية التى وقعت خلال الفترة الانتقالية، مثل حوادث ماسبيرو ومحمد محمود واقتحام مقر وزارة الدفاع، أو على الأقل تكون أقل حدة وأقل عنفا.. كذلك كان من المحتمل ألا يبقى الجيش منتشرا في الشوارع لفترة طويلة كما حدث.
أما الأوضاع الاقتصادية فمن المؤكد أنها كانت سوف تتأثر مثلما تأثرت فعلا، لآن البلاد حتى مع استمرار مبارك في الحكم بضعة أشهر إضافية، كانت ستعيش فترة انتقالية سياسيا حتى في وجوده المؤقت.. وربما اختلف المسار السياسى والحزبي، وتأخر إعلان بعض الأحزاب والحركات السياسية، وبقيت بعض الشخصيات السياسية خلال هذه الشهور الإضافية لمبارك في الحكم.
كل ذَلِكَ وغيره يمكن رصده كاحتمالات لو استكمل مبارك فترته الرئاسية.. إلا أننا لا يمكننا القطع بحدوثها بالطبع.. أما المؤكد الذى نقطع به هو أن الإخوان كانوا سوف يسعون للوصول الحكم كما قاموا فعلا، وكانت أمريكا سوف تدعمهم كما حدث فعلا..
فالإخوان اتخذوا قرارهم بأن يحلوا محل نظام مبارك عام 2009، والأمريكان كانوا في ذات الوقت قد قرروا تمكينهم من حكم البلاد. وهذا ما كشف عنه كتابى اغتيال مصر، الذى صدر من جزئين وانفرد بأوراق محاكمة قادة الإخوان في قضيتى التخابر واقتحام السجون.