طموح محدود!
قبل مباراة فريقنا الأولمبي لكرة القدم مع الفريق المغربى قال بعض المعلقين الرياضيين أنه حتى ولو أخفق فريقنا في إحراز لقب بطل افريقيا فإنهم سوف يشيدون به وأداء لاعبيه خلال البطولةَ خاصة وأنهم نجحوا في الوصول إلى مونديال باريس!
وما فعله هؤلاء المعلقون الرياضيون مع فريقنا الأولمبي الحالى سبق أن فعلوه هم وغيرهم مع منتخبنا الأول أكثر من مرة عندما وصل إلى المباراة النهائية في البطولة الافريقية، ووصل الأمر إلى حد الاحتفال الرسمى بلاعبيه..
وهذا القول معناه أننا نرضى بالقليل ولا نتطلع للأكبر والأعلى دوما وأن طموحنا محدود.. رغم أن هناك دول أقل منا تاريخا وقرارات بشرية وامكانيات أيضا اقتصادية تنافس وبقوة منتخباتها على إحراز البطولات ولا تعتبر المركز الثانى نجاحا كبيرا وضخما!
نعم.. لقد نجح منتخبنا الأولمبي في أن يحقق هدفه الأول، وكان أداء لاعبيه جيدا خلال مباريات البطولة، وبالتالى يستحق الاشادة، لكن لم يكن مقبولا أن نقلل له من شأن هدفه الثانى وهو بطولة افريقيا قبل أن يخوض مباراته مع المنتخب الأولمبي المغربى على هذا النحو الذى فعله بعض المعلقين الرياضيين ناقصى الطموح!
والمشكلة أن هذا النقص في الطموح ليس قاصرا على الميدان الرياضى وحده، وإنما يكاد أن يكون طابعا عاما لنا في كل مناحى الحياة، حيث نقنع بالأقل ونرضى بما هو دون القمة ولا نسعى لتحقيق التفوق اقليميا وعالميا..
ويظهر ذلك بوضوح أكثر في المجال الاقتصادى.. لقد بدأنا مع دول عديدة سباق النهوض اقتصاديا، لكن عدد منها سبقتنا وأحرزت تفوقا اقتصاديا على المستوى العالمى رغم شُح مواردها، لكنها بالعمل الجاد نجحت أن تحقق هذا التفوق، بينما نحن بقينا نصارع من أجل تخفيف حدة مشاكلنا الاقتصادية، والسبب أننا رضينا دوما بما هو أقل من التفوق وقبلنا بما هو أقل من التفوق أو بما هو دون القمة.. وتلك هى المشكلة!