أحمد عز نجم الأكشن الأول وليس الساموراي السقا!
الأكشن لون من الألوان الفنية الصعبة ونوعية من الأعمال التي تلاقي صدى كبيرًا عند جمهور السينما خاصةً عند الشباب، ويقبلون عليها إقبالًا شديدًا، وغالبًا ما تحقق إيرادات عالية، والأمثلة لا تعد ولا تحصى في السينما العالمية عبر تاريخها الممتد والتي قدمت لنا نماذج عديدة من أشهرها، وأنجحها بروس لي وسيلفستر ستالوني وأرنولد شوارزنيجر وجاكي شان وفن ديزل وجيت لي وفان دام ودوين جونسون..
وذلك على خلاف السينما المصرية التي لم تحظ بنجوم وأبطال خارقين أو متميزين في الأكشن بالقدر الكافي، ولم تكن هذه النوعية من الأفلام سوى محاولات محدودة الإمكانات والقدرات سواء من حيث العناصر البشرية أو الفنية، فلم نعرف سوى وحش الشاشة ملك الترسو فريد شوقي أو رشدي أباظة الذي كان أكثر النجوم استعدادًا وقدراتًا للعب هذه الأدوار إذا توافرت له العوامل المساعدة من الناحية الفنية والتقنية والظروف الملائمة..
ولم تكن أيضًا محاولات بعض نجوم جيل الثمانينيات في تقديم أفلام الأكشن على المستوى المطلوب والمأمول، ولعل أكثرهم محاولةً وإصرارًا هو الفنان العملاق نور الشريف في أفلام مثل.. دائرة الانتقام، ضربة شمس، لهيب الانتقام، الفتى الشرير..
ومع التطور التقني الرهيب في صناعة السينما ظهر جيل جديد، وهو جيل الحقبة الأولي من الألفية الجديدة، نجح قليلون منه إلى حد ما في طرح مجموعة من أفلام الأكشن التي لا بأس بها شكلًا وموضوعًا، كشفت عن امتلاكهم إمكانات جسمانية ولياقية وفنية جيدة، ومن أبرز هؤلاء أحمد السقا وأحمد عز وكريم عبد العزيز في القليل من أفلامه مثل أبو علي، واحد من الناس، ولاد العم وأخيرًا كيرة والجن وآمير كرارة في حرب كرموز وكازابلانكا.
بدأها الساموراي
الساموراي تعني باللغة اليابانية المحارب وهذا هو اللقب الذي ينعت به النجم أحمد السقا بين المقربين جدًا منه، والسقا هو أول من بدأ ولمع في أدوار الأكشن بما تميز به من إمكانات جسمانية واضحة ومؤهلة، حتى أنه كان يرفض بشدة تواجد دوبلير له في مشاهد الأكشن الصعبة والخطيرة، مما عرضه لإصابات جسيمة في معظم أفلامه..
ومنها قطع في الرباط الصليبي بفيلمي مافيا والديلر، واشتعال النيران فيه في فيلمي إبراهيم الأبيض وتيمور وشفيقة إضافةً إلى جروح قوية عديدة، ومن أفلام الأكشن الأخرى التي برع فيها السقا.. تيتو، الجزيرة 1 و2، هروب اضطراري، ولكن البداية اللافتة والمبشرة في هذه النوعية من الأدوار كانت بدور أدريانو الشاب الذي يعمل مع إحدى عصابات المافيا في فيلم همام في أمستردام مع محمد هنيدي وإخراج سعيد حامد..
وفي السنوات الأخيرة حدث تراجع في مستوى ومردود أفلام الأكشن بالنسبة ل أحمد السقا بفعل تراجع اللياقة البدنية والجسمانية بعض الشيء وهو ماوضح في فيلمه الأخير العنكبوت مع منى زكي وظافر العابدين وإخراج أحمد نادر جلال العام الماضي، في نفس الوقت صعد نجوم آخرون ليحتلوا مكانة واضحة في عالم الأكشن مثل أحمد عز الذي هو الأكثر تميزًا وإقناعًا في هذه النوعية من الأدوار وأمير كرارة ومحمد ممدوح.
الوسيم مفتول العضلات
نموذج آخر للبطل البارع في أدوار الأكشن يمثله النجم أحمد عز، حيث جمع بين الوسامة الشديدة والقوة الجسمانية واللياقية Fitness، وهو ما انتبه له عز مبكرًا، فلم يستمر كثيرًا في تجسيد أدوار الفتى الوسيم الرومانسي التي عرف بها في بداياته السينمائية، من خلال أفلام.. الباحثات عن الحرية، مذكرات مراهقة، سنة أولى نصب، ملاكي إسكندرية، وتحول إلى تقديم أفلام الأكشن التي استعد لها جيدًا..
حيث أنه معروف عنه التزامه الشديد بتمارين الجيم بشكل شبه يومي وحرصه الأكيد على صحته ولياقته ونظامه الغذائي الصارم، وهو ما جعله يبدو أصغر كثيرًا من عمره الحقيقي ووجد في أدوار الأكشن ضالته وحصد من خلالها نجاحات كبيرة على المستويين الفني والجماهيري..
حيث سجلت معظمها ايرادات عالية منها.. الرهينة، الشبح، بدل فاقد، مسجون ترانزيت، الخلية الذي حقق 54 مليون جنيه إيرادات، ولاد رزق 1 و2 والأخير جمع إيرادات أكثر من 100 مليون جنيه وترتيبه الثالث ضمن أعلى الإيرادات في التاريخ، العارف وحقق 59 مليون جنيه وأخيرًا كيرة والجن صاحب لقب الأعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية بـ 120 مليون جنيه، كل هذه النجاحات والإيرادات جعلت النجم أحمد عز يستحق المكانة التي وصل إليها في السنوات الأخيرة كنجم أفلام الأكشن الأول بلا منازع ودون أدنى شك.