الفن وسنينه
نور الشريف: أنا وبوسي والسندريلا والسينما النظيفة؟
عودني دائمًا صديقي الفنان العملاق نور الشريف على الصراحة والجرأة في آن واحد، في كل حواراتنا ونقاشاتنا معًا والتي امتدت لنحو 25 عامًا، واعترف أنه في كثير من الأحيان كان يفاجئني بتصريحات نارية تثير جدلًا واسعًا وتقيم الدنيا ولا تقعدها وتكشف أسرارًا لا يعلمها إلا القليلون جدًا..
وها هو في مقال اليوم لا يحيد عن هذا المنهج، يزيح الستار عن بعض الأسرار الخاصة بقصة طلاقه من شريكة حياته ونجاحاته لأكثر من 30 سنة الفنانة بوسي وحكاية اتهامه بفرض ابنته مي كممثلة، كما يهاجم مصطلح السينما النظيفة الذي أحدث لغطًا كبيرا في الأوساط الفنية والذي يبدأ به قائلًا:
غريب ومرفوض
إنه من غير المعقول أو المقبول شكلًا ولا موضوعًا، أن يتم إطلاق مصطلح ما يعرف بالسينما النظيفة والذي روج له بعض النقاد قاصدين به أفلام نجوم الكوميديا، الذين تصدروا المشهد السينمائي منذ أواخر التسعينيات حتى الآن..
حيث جاءت أفلامهم خالية من القبلات والمشاهد الجريئة وصادف هذا المصطلح هوى في نفس بعض المنتجين ووجدوه فرصة مثالية لزيادة أرباحهم وجذب أعداد كبيرة من الجماهير، التي انخدعت بهذا المصطلح، الذي جاء على حساب القيمة الفنية للأعمال، التي لم يكن معظمها على المستوى المطلوب!
ومعنى وجود سينما نظيفة أن هناك سينما غير نظيفة لمجرد أنها تحتوي على مشاهد جريئة وبها قبلات! ومعنى ذلك أيضًا أن غالبية أفلام النجمات الأيقونات مثل فاتن حمامة، شادية، هند رستم، نادية لطفي والسندريلا سعاد حسني كانت من نوعية السينما غير النظيفة! رغم عظمة الأعمال التي قدمنها عبر تاريخ السينما المصرية!
فالفنان أهم الأدوات لدى المخرج وعليه أن ينفذ تعليماته بحذافيرها طالما وافق على قبول الدور مهما كان به من مشاهد جريئة وإلا يرفضه من الأساس! وفي هذا السياق اذكر موقفين لي الأول بفيلم زوجتي والكلب وهو من علامات السينما المصرية، مع السندريلا سعاد حسني تأليف وإخراج سعيد مرزوق، حيث أصر المخرج على وجود مشهد لي مع سعاد في الحمام جريء جدًا وتم تصويره كما هو مكتوب دون أدنى اعتراض مني أو من سعاد حسنى..
والثاني كان بفيلم ليلة البيبي دول تأليف عبد الحي آديب وإخراج عادل آديب وهو مشهد تعذيبي وانتهاك رجولتي على يدي جنود الاحتلال الأمريكي للعراق بسجن أبو غريب ورغم قسوته وشدة جرأته لم أعترض أيضًا ولم ألتفت للانتقادات التي انهالت علي من مروجي مصطلح السينما النظيفة!
مكالمة من المانيا
في أحد أيام الشتاء من عام 2006 زلزل الوسط الفني في مصر والوطن العربي، بخبر عن انفصال رمز الرومانسية الثنائي الأجمل نور الشريف وبوسي بعد زواج دام 34 عامًا، وتضاربت الأقوال وتناثرت الشائعات عن مدى صحة هذا الخبر الصادم وأسبابه إذا كان صحيحًا؟، وتسابق الكثيرون في إرجاع سبب الطلاق لعلاقة مزعومة للأستاذ نورالشريف بإحدى الفنانات الصاعدات وذكروا عدة أسماء!
وهو ما استبعدته لعلمي بمدى قوة علاقة الحب التي تجمع بين النجمين المحبوبين، وبعد أن تجاوزت الصدمة استجمعت قواي واتصلت بالأستاذ نور الشريف الذي فاجئنى بأنه موجود بألمانيا في رحلة علاجية وكانت المفاجأة الكبري التي لم أتوقعها تمامًا حين بادرني قائلًا حتى قبل أن أساله: أيوه صحيح تم الطلاق بيني وبين بوسي وأنت أول واحد تعرف بشكل رسمي!
وأضاف: لا تسألني عن الأسباب، ولن أضيف أكثر من هذا ولكن ستظل بوسي هي حب عمري الأول والأخير طوال حياتي وشريكة كفاحي ونجاحاتي وأم بناتي سارة ومي.
مرة أخرى يعطينا الأستاذ نور الشريف درسًا في الاحترام والرقي في تعامله مع موضوع طلاقه من الفنانة بوسي، وهذا ليس غريبًا عليه كفنان كبير وإنسان عظيم اجتمع على حبه وتقديره الجميع.
درس قاس
أخيرًا يعلق الفنان نور الشريف على بعض الأقاويل التي ترددت عن مجاملته لابنته مي بتقديمها في ثلاثية الدالي فيقول: الذي قد لا يعرفه البعض أن مي ابنتي دخلت مجال التمثيل وهي طفلة عمرها ثلاث سنوات في فيلم الحكم أخر الجلسة ثم بفيلمي ليل وخونة ولعبة الانتقام، قبل أن تبتعد وتتفرغ لدراستها حتى تخرجت من كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية قسم إذاعة ومسرح وفلسفة، ثم أخذت عدة كورسات في التمثيل والإخراج..
وأنا بطبعي أؤمن بحرية الاختيار ومن ثم تركت لها ولشقيقتها سارة حرية اختيار المجال الذي تسير فيه كل منهما، وقد يستغرب الكثيرون عندما يعلمون أنني لا دخل لي بعمل مي في مسلسل الدالي!
فهي كانت تتدرب كمساعدة إخراج بالعمل مع المخرج يوسف شرف الدين وهو الذي رشحها لدور صغير بالمسلسل والحقيقة كنت مشفقًا عليها من مهنة التمثيل الشاقة ولكنني لم أبد اعتراضي على قرارها فهذا حقها فقط نصحتها وقتها بضرورة الاجتهاد والتركيز في أي دور تجسده مهما كانت مساحته وأن تتفرغ للفن تمامًا..
وأذكر أنني ذات مرة أثناء تصوير الدالي عنفتها بشدة بسبب تأخرها عن ميعاد الحضور وأعطيتها درسًا قاسيًا في ضرورة الحفاظ على المواعيد والالتزام!، ونسيت ساعتها أنها ابنتي فهذا منهجي دائمًا في التعامل مع الجميع بعيدًا عن أي اعتبارات مهما كانت.