رغبة.. وقدرة !
ماذا يعنى أن يقول الكرملين أنه ليس لديه الرغبة والقدرةً على ملاحقة زعيم فاجنر؟! مفهوم ألا يكون لدى الكرملين رغبة في ملاحقةَ زعيم فاجنر، وهذا ما يقول به أصحاب نظرية المسرحية لتفسير التمرد الذى تم إنهاءه خلال ساعات..
لكن ليس مفهوما ألا تكون لدى الكرملين قدرة على ملاحقة شخصية مهما كانت براعتها في التخفي والتنكر، ومهما كان لديه من الأنصار والداعمين الذين يقدمون له العون، خاصة وأن الكرملين لديه من الأجهزة الامنية القوية والنشطة والمعترف بمهاراتها عالميا.
والتفسير الوحيد المستساغ لاعتراف الكرملين بعدم قدرته ورغبته فى ملاحقة زعيم فاجنر هو تضليله ومنحه إحساسا بالامان حتى يتم اصطياده والنيل منه فعلا.. وحتى هذا التفسير يتناقض مع ما قامت به السلطات الأمنية فى تفتيش بيت زعيم فاجنر فى سانبطرسبرغ ومصادرة أسلحة وأشياء أخرى، اللهم إلا إذا كانت هذه السلطات قد قامت بذلك بغير علم وموافقة الكرملين، ولهذا أعادت لزعيم فاجنر ما صادرته من منزله كاملا..
ولعل ذلك يتسق مع تصريحات رئيس بيلاروسيا التي أعرب فيها عن اعتقاده بأن بوتين لن يسعى لقتله الآن.. والمحللون الروس يقولون أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لاحتواء التمرد برعاية رئيس بيلاروسيا يتضمن عدم ملاحقة الكرملين لقوات وزعيم فاجنر.
على كل حال أن ما يأتي من موسكو يزيد الغموض حول حقيقة التمرد والاتفاق الذي أنهاه سريعا.. ويمنح الفرصة لمزيد من التخمينات والتكهنات حول ما شهدته موسكو، ومازالت تشهده حتى الآن من أحداث داخلية.. وفي ظل هذا الغموض ربما يكون الاستنتاج الأقرب للصواب هو أن حكاية فاجنر داخل روسيا لم تنته بعد ومازالت فيها فصول أخرى عديدة الأغلب ستكون مثيرة لأن كل ما يتعلق بالسلطة دائما يكون مثيرا.