الشطح والنطح!
أول ما شطح نطح تعبير شعبى خالص عيار مائة في المائة، يطلقه الناس على شخص قفز من القاع إلى القمة، من خرابة إلى كمباوند، من قرية بائسة إلى واشنطن أو لندن، من صفر إلى سبعة عشر صفرا وجنبها رقم واحد أو تسعة، والناس في ذلك القول تجمع مشاعرهم بين التعجب الصارخ وبين الحسد وبين الاستحسان، لكنهم في كل الأحوال يصدرون عن موقف نفسي فيه استكثار هذه النعمة الطارئة على شخص يرونه لا يستحقها، أو غير مؤهل لها..
فالشطح هو الوثبة المختصرة للزمان والمكان والعقبات، والنطح هو بلوغ مكانة أو هدف كان من الصعب جدا بلوغه، لكن حصل، فقد شطح ونطح أو شطحت ونطحت.. لا يتوقف الأمر في عملية أن تشطح فتنطح عند المرة الأولى، فقد لا تكون المسألة قصرا على نيل ما لم تحلم به.. بل تتعداها بالبحاحة والوقاحة إلى قيم وثوابت في الدين والأخلاق والسلوك العام، متجذرة في الضمير العام..
وترسخت على نحو يمثل الاقتراب منها مساسا بالعقيدة، كالحج مثلا، وكالأضحية، وغيرها من الفروض والشعائر المتصلة اتصالا وثيقا بان تقبل كمسلم، وان تطيع كمسلم، أو تشطح فتنطح كمنحرف، لا اقول مارقا أبدا، متحجج بإعمال العقل، وتسخير ادوات الاتصال بديلا عن أداء فريضة لمن استطاع إليه سبيلا.
التذاكى على عقول الناس فعل مردود على الشاطح الناطح، والشاطحة الناطحة، لأنه أولا يحسب نفسه، رجلا، أو خليطا، أذكى من الناس، بينما الناس يرونهم كائنات انتهازية متمحكة، متحاككة، تهوى فرقعات في الهواء تعكر ولا تصيب، تقرف ولا تغير اتجاهات الناس إلى ما يشطح اليه الشاطح الناطح.
الإلحاد والشذوذ والحج الإلكتروني
في الأساس، تجد وسائل الإعلام صعوبات هائلة في تغيير الاتجاهات العامة السائدة، وهذه قاعدة معروفة في علم نظريات الإعلام، فما بالك بمن يتذاكى على الرأي العام في أغلى وأعز ما جبل عليه وهو دينه وفطرته السوية، ويفتح باب التساؤلات الداخلية التى تفضى مع الإلحاح والجدل إلى حالة من التشكك، فالعزوف.. ثم تجريب الحج على طريقة الشيخ جوجل، أو العارف بالله مولانا مارك، أو صاحب المقام الولى الشيخ بنيامين نتنياهو!
في العقد الأخير هذا الذي غادرناه وبدأنا العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، ومع شئ من التأمل، ستجدون كبيرتين صارتا موضع التسويق والحفاوة، في الاعلام وفي السياسة الخفية، هما نشر الالحاد، ونشر القذارة المسماة المثلية، يعني الشذوذ!
ارتبط الالحاد بالتسويق المرعب لفظائع الاسلام السياسي، لتبغيض الناس في دينهم، بما تفعله تلك الكائنات البدائية الشكل والعقل، من سحل وذبح وتمثيل وبغاء وتخلف.. وما كراهية وخوف الناس في الغرب من الاسلام، ظلما، الإ بسبب هؤلاء الهمج المتشحون بدين الله السمح.
واليوم يدعون إلى الشذوذ وتطبيعه أي جعله أمرا سويا طبيعيا.. وهو فحش عظيم واجتراء على الفطرة السوية.. من الذين يدعون؟ فى الغرب فجور يزوج الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويرعى المثلية ويصدرها إلى الشرق.. ما علاقة الامرين السابقين بالشاطحين والشاطحات والناطحين والناطحات؟
كله تمهيد إعلامى نيراني؛ فكما اجترأنا وتساءلنا استدراجا عن إمكانية الحج الإلكتروني، ستخرج ماكينة الشطح قبيحة الصوت الفحاحة هذه، ومن يوازيها بعزف مماثل، يسألان في براءة طفل طاهر: ولما لا ؟ لقد خلقنا الله أحرارا!
وبعد الحج بالنظارة المجسمة الناقلة نلغى المساجد ونصلي بالتصور ليس الإ.. الشطح قفز على المألوف والمعروف والمعلوم من الدين والخلق بالضرورة، والنطح تكسير ومكاسرة، ليجلس الناس متشككين، يراجعون طاعاتهم لله كمسلمين، وأناسا أسوياء.. النطح...من صفات الخرفان أيضا. ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا..