في الذكرى العاشرة للخلاص من الإخوان!
مرت عشر سنوات على ثورة 30 يونيو التي استعادت بها الدولة هيبتها وأمنها ومستقبلها وهويتها التي حاولت جماعة الإخوان، ومن لف لفها، طمسها واختطافها لصالح التنظيم الدولي.. كانت أياما صعبة على مصر كلها فقد ظهر تعنت جماعة الإخوان وصلفها في التعامل مع كل من اختلف معها، وخصوصًا من كانت له صلة من قريب أو بعيد بنظام مبارك رغم أن تلك الجماعة ذاتها سمح لها بالعمل في هذا العصر.
لقد نالني رذاذُ سوء من تلك الجماعة التي فوجئت ذات يوم بقرار من النائب العام الإخواني طلعت عبدالله بمنعي من التصرف في أموالي بالبنك ضمن قائمة ضمت أسماء كبار رجالات الدولة وعلى رأسهم الرئيس مبارك وعائلته وأحمد نظيف وصفوت الشريف وبطرس غالي وفتحي سرور وزكريا عزمي وغيرهم من عتاولة وأركان الحكم وقتها..
وأذكر من الصحفيين الزميل الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، والزميل عهدي فضلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأخبار، والراحل عبد الله كمال رئيس تحرير روزاليوسف الذي تقصَّدته يد الجماعة أكثر من مرة وقد ناله منها ما ناله حتى غادر دنيانا.
اتهامات جزافية
النائب العام الإخواني طلعت عبدالله قرر حرماننا من التصرف في أرصدتنا الشخصية بالبنوك وذلك بالبيع أو التنازل أو الرهن مع عرض الأمر على محكمة الجنايات المختصة خلال المواعيد المقررة قانونا على أن تتولى نيابة الاموال العامة العليا تنفيذ ذلك الأمر.
أما سبب جرجرتنا للمحاكم في هذه الواقعة فهو الادعاء بحصولنا على هدايا من مؤسسة الأهرام.. رغم أن ما جاء لمؤسسة دار التحرير التي كنت رئيسًا لمجلس إدارتها عامين اثنين من هدايا كان مجرد أشياء غير ذات قيمة مادية، ومنها مثلا منبه أو آلة حاسبة (صيني) وقد حوسبت على ٥ سنوات رغم أن مدة رئاستي لمجلس الإدارة لم تتجاوز العامين..
لكنها اتهامات جزافية تشتم منها رائحة تصفية الحسابات.. ولم أكن أدري سبب التعنت الإخواني معنا وجرجرتنا للمحاكم في دعاوى واتهامات متهافتة ثبت عدم صحتها كلها ضدي فلم يكن لي ذنب فيها.. فإذا كان منطقيًا محاسبة المهْدِي فما جريرة المهدى إليه حتى يحاسب على هدية لم يرفضها؟!
المهم أنني اضطررت أمام هذا التعسف الإخواني لدفع نحو 34 ألف جنيه للخلاص من هذا التربص الذي ذاق مرارته كثير من الصحفيين أيامها، حتى انقشعت الغمة وخرج الشعب رافضًا حكم الجماعة التي استأثرت بكل شيء وأقصت كل ما عداها عن المناصب.. استعاد الشعب زمام أمره بمعاونة صادقة من قواته المسلحة ليكتب تاريخا جديدا ليس لمصر وحدها بل للمنطقة كلها التي أريد لها التقسيم وإنفاذ مخططات مشبوهة لصالح قوى الشر والاستعمار الجديد!
تحية لشعبنا الحر الذي استشعر خطرا حقيقيا على وطنه فخرجت ملايينه للشوارع رافضين حكم جماعة الإخوان التي كادت تدخلنا في نفق الاحتراب الأهلي الذي ظهرت إرهاصاته في الاستقطاب الشديد والتوتر والانقسام المجتمعي الذي لم تعرفه مصر على مدى تاريخها العتيق كأول دولة عرفت النظام والجيش والنسق الحضاري.