لماذا نتأخر دوما؟!
جاء حادث سقوط عمارة إسكندرية ليعيد طرح السؤال الذى لا نجد إجابة له حتى الآن وهو: لماذا يتأخر إعلامنا في متابعة هذا الحادث خبريا بينما يسارع الإعلام غير المصرى في إخبارنا بالحادث وتطوراته وتداعياته؟!
نحن نملك وسائل إعلام عديدة تملك من الإمكانيات والقدرات البشرية والتكنولوجية، ومع ذلك لا تبادر بتغطية أحداث تقع بالقرب منها داخل الوطن، وتترك المواطنين المصريين يحصلون على معلوماتهم ويتابعون أخبار الحوادث المصرية من وسائل إعلام غير مصرية! وهذا أمر غير مستساغ أو مفهوم، خاصة وأننا نتحدث عن حادث انهيار عقار ولا نتحدث عن عمل احتجاجى له طابع سياسى!
هذا لا يعنى سوى أن هناك تقصيرا مهنيا فادحا يحتاج لعلاج عاجل وحاسم لأنه يتكرر ولا يجد من يعالجه، رغم تكرار وقوعه والتنبيه له ليس فقط من قبل متخصصين في الإعلام والصحافة وإنما حتى من مشاهدين عاديين من حقهم متابعة ما يحدث في بلدهم عبر إعلامهم الوطنى ولا يجدون أنفسهم مضطرين دوما لمتابعة أخبار بلدهم من إعلام خارجى قد يكون له أغراضه الخاصة!
لقد حان الوقت بعد ما حصل عليه اعلامنا من اهتمام خلال الفترة الماضية أن يختفى هذا السؤال المتكرر عند تكرر حادث جديد يقع في بلدنا.. الطبيعى والدينى أن يكون اعلامنا هو المبادر بإذاعة ونشر ما يتعلق بِنَا ويقع على أرضنا ويحظى باهتمامنا، ولا نترك ذلك للإعلام غير المصرى..
بل أننا نتطلع أن يكون إعلامنا هو المبادر بتناول الأحداث الإقليمية والعالمية أيضا ويسبق غيره من الإعلام غير المصرى.. فهذا ما كان عليه حال اعلامنا في الماضى ويتعين أن يكون حاله الآن ومستقبلا خاصة وأننا لا نبخل عليه بما يحتاجه بشريا وتكنولوجيا.. إن إعلامنا يحتاج أن يسترد ريادته التى كان يحظى بها في محيطه الإقليمى.