وأنت تصوم عرفة لا تنسي الآتي!
أنه سبحانه أمرنا بالصدق والعدل مع الآخرين حتى وقت الخلاف والاختلاف. وأنه أمرنا بالقسط في الموازين والوفاء بالعهود والالتزام بالعقود ومودة الأهل والأقارب والجيران والتصدق على الفقراء والمساكين وعابري السبيل والعفو عن المعسرين والتهاون معهم وأمرنا بعدم العدوان على أحد وكف الأذى حتى عن الحيوان والتعاون في الخير والبر وكل ما يدعو للسرور والتآلف بين الناس وشيوع البهجة فيهم..
وأنه سبحانه نهانا عن عقوق الوالدين وعن العدوان على حقوق الآخرين وأولها دماؤهم وثانيها أعراضهم وثالثها أموالهم.. نهانا عن شهادة الزور والسرقة وكافة صور أكل حقوق الناس بالباطل.. ونهانا عن الكذب والغش والتدليس والخداع والظلم والغيبة والنميمة وتكليف الناس فوق طاقتهم.. ونهانا عن الكبر والغرور والخيلاء والتفاخر ومعايرة الناس بظروفهم وأحوالهم وصحتهم وشكلهم ولونهم ونسبهم وألقابهم..
كثيرة هي الأوامر والنواهي.. وهي كلها أوامر ربانية قطعية تمس حياة الناس والمجتمع وربما بلغت بعض المجتمعات في مناطق من العالم هذه التعاليم وتعيش في رفاهية بلغت ترك بعض المتاجر دون أصحابها دون أن تمتد اليها يد سارق أو مفسد.. أو طعام غير القادرين ولا تمتد إليها يد مقتدر واحد!
هذه ليست خطبة جمعة.. إنما ذكري التي تنفع المؤمنين.. نوصي بها أنفسنا وغيرنا حتي لا يجور الاهتمام بالشكل علي المضمون. ولا المظهر علي الجوهر.. والصوم حرجا من الآخرين بينما لا حرج أمام تعاليم رب الجميع!