رئيس التحرير
عصام كامل

كسبت روسيا.. وخسر بوتين !

بوساطة رئيس بيلا روسيا كسبت روسيا حينما نجت من نشوب اقتتال داخلى كان مرشحا ليتحول لحرب أهلية في ظل تزايد نفوذ القوميين الروس، وكان من المؤكد أنه سيخلف خسائر كبيرة، وسيضعف الجيش الروسى في حرب أوكرانيا ويساعد الجيش الأوكراني في هجومه المضاد الذى بدأه مؤخرا وأخفقت معظم ضرباته الأولى. 


لكن من جانب آخر فقد خسر الرئيس الروسى كثيرا في ذات الوقت.. فهو أولا خسر حليفا كبيرا هو قائد فاجنر إغعتمد عليه كثيرا منذ ضم جزيرة القرم وحتى الاستيلاء على باخموت.. وبالتالى صار بوتين ضعيفا في مواجهة أركان النظام الروسى الآخرين، مثل قيادات الجيش والمخابرات، لأنه فى المدى المنظور لن يمكنه استعادة علاقاته مع حليفه السابق بعد أن فكر في الإطاحة به..  

 

وثانيا لقد اهتزت صورة الرئيس الروسى أمام الداخل والخارج، فهو بعد أن هدد وتوعد زعيم فاجنر واتهامه بالخيانة قبل بالعفو عنه وإسقاط محاكمته والسماح له بالخروج من الأراضى الروسية والإقامة في بيلاروسيا كما تقول بعض الأنباء المتداولة نقلا عن الكرملين.. 

 

وبذلك تبدلت صورة بوتين من الرجل القوى الحاسم بل والعنيف مع معارضيه لتحل الآن محلها صورة الرجل الضعيف الذى احتاج للكتيبة الشيشانية لحماية نفسه من حليفه السابق الذى توعد بإسقاطه وأن يكون لروسيا رئيس جديد!

 
ولا شك أن ما شهدته روسيا في أيامها الأخيرة سوف يكون له تداعياته على الكثير من الأمور الروسية والدولية أولها مسار الحرب الأوكرانية بالطبع.. وأنا اعنى هنا ما انتهت إليه أحداثها من نتائج مزدوجة سواء ما كسبته روسيا وما خسره أيضا بوتين.. 

 

فإن الباب مفتوح على كل الاحتمالات بخصوص هذه الحرب، ابتداءا من مزيد من تعثر الهجوم المضاد الاوكراني الذى ظهر في بدايته، وحتى استثمار الهزة السياسية والأمنية الكبيرة التى تعرضت لها روسيا مؤخرا لتحقيق مكاسب ميدانية في هذا الهجوم المضاد الاوكراني، وهذا ما يقوم به زيلينسكى الآ بالفعل، والأغلب يشاركه فيه الغرب الذى يتمنى إضعاف روسيا والتخلص من بوتين مع ضمان ألا ياتى مكانه زعيم من القوميين الروس.

الجريدة الرسمية