رئيس التحرير
عصام كامل

ترتيب الأولويات.. فريضة الوقت

حسنًا فعلت الدولة حين اتخذت قرارًا بعدم الحصول على قروض جديدة، إلا بشروط مُيسرة ولبعد تنموى كبير، مع خفض الإنفاق -عن عمد– من أجل احتواء التضخم مقابل زيادة الاستثمارات.
فمن المهم جدًا في الفترة الحالية التركيز على فكرة إعادة ترتيب الأولويات وخصوصًا في مجالات الإنفاق العام للحكومة وترشيد هذا الإنفاق خصوصًا نفقات الحكومة.. 

 

وهذا ما أكدت عليه وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد أمام مجلس الشيوخ أثناء مناقشة تقرير لجنة الشئون المالية والاستثمار بشأن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسنة المالية 2023/2024.


وزيرة التخطيط أجابت عن تساؤلات أعضاء المجلس النيابي، بأن خطة التنمية الجديدة تقتصر فقط على استكمال المشروعات التى بلغت نسبة تنفيذها 70% للانتهاء منها لتعظيم العائد من الاستثمار فيها، ولا تتضمن البدء فى مشروعات جديدة.

جذب الاستثمارات 


لا شك أن الحوار الوطني أحدث حالة حراك سياسي واسع وفتح بابًا واسعًا للنقاش والخوض في ملفات مسكوت عنها مثل كيفية التعامل مع الديون التي وصلت لنحو 155 مليار دولار والتي تكبل يد الحكومة؛ فتجد نفسها مضطرة لتخصيص ثلث الميزانية العامة لأقساط الديون وفوائدها.


ومن المهم أيضًا التركيز على تشجيع القطاع الخاص بحسبانه قاطرة الاقتصاد في الأنشطة الاقتصادية، وتعظيم إسهاماته لتحريك عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة لمئات الآلاف من الشباب الذين يدخلون إلى سوق العمل سنويًا، ناهيك عن زيادة الإنتاج والتصدير للخارج لتوليد العملة الصعبة التي تشتد حاجة مصر إليها في الفترة الأخيرة.


جذب الاستثمارات الأجنبية يعد مطلبًا ملحًا بذلت الحكومة جهودًا كبيرة لتهيئة مناخ جاذب عبر تشريعات مرنة وتسهيلات ومزايا كثيرة في منح التراخيص وإزالة العقبات في طريق المستثمرين المحليين والأجانب.


مصر في مفترق طرق مهم خصوصًا مع موجة تقارير دولية تركز على إبراز  مؤشرات الأداء الاقتصادي بصورة سلبية تعطي رسائل غير مرغوبة للاستثمار رغم نمو اقتصادنا  نموًا مطردًا.. لكن تأثير هذا النمو الذي تشير التوقعات إلى أنه سيتراوح بين أربعة وخمسة بالمائة في العام الحالي لا يجاري الزيادة السكانية التي تشهدها مصر. 

 


الأهم من أرقام النمو المؤكدة أن يشعر المواطن بتحسن حقيقي في حياته اليومية، أن تخف وطأة الغلاء وتخف الأعباء عن كاهله؛ حتى يتفهم سياسات الحكومة وإجراءاتها ويتقبلها ويتجاوب معها ويساندها إذا شعر حقاُ أنه تعمل من أجل راحته وتمكينه من الحياة الكريمة.

الجريدة الرسمية