رئيس التحرير
عصام كامل

حلمي ومكي.. نجمان كوميديان كبيران أتلفهما الاستسهال!

لا شك أو جدال في أن الفنانين الأحمدين حلمي ومكي، يتمتع كل منهما بموهبة كبيرة وقوية في مجال الكوميديا، وأنهما من أفضل نجوم الكوميديا على الساحة في السنوات ال 15 الأخيرة، وأن لكل منهم تاريخ جيد من النجاحات والإبداعات لا يمكن إنكاره، أحمد حلمي على مستوى السينما التي هي ملعبه المفضل دائمًا مع قليل من المسرح أحيانًا، وأحمد مكي بالتليفزيون بالدرجة الأكبر مع بعضًا من الأفلام السينمائية.. 

 

ولكن يبدو أن تلك النجاحات السريعة والمتتالية التي حققها كلاهما قد أدارت رأسيهما وأصابتهما بالزهو والثقة الزائدة التي تصل إلى حد الغرور!، ومن ثم  وصلا إلى مرحلة استسهال النجاح دون التعب في البحث عن الجديد والمختلف لتقديمه للجمهور كما تعودا من قبل..

 

ولهذا جاءت معظم أعماليهما في السنوات الأخيرة أقل بكثير من سابقيها خاصةً على المستوى الفني! ولم يعودا الاختيار الأول والمفضل لدى أغلب الجماهير في مجال الكوميديا ولا لدى المنتجين أيضًا! ولهذا أنصح كل منهما بضرورة الإسراع بالوقوف مع النفس وقفة صراحة ومكاشفة لإعادة الحسابات للعودة مرة أخرى إلى سكة التألق والإبداع قبل فوات الآوان!

من ميدو  إلى واحد تاني


منذ بداياته السينمائية الأولى في أواخر التسعينيات بفيلمي عبود على الحدود والناظر مع الراحل علاء ولي الدين، وهو يبشر بلون كوميدي مختلف، ومن ثم لم يكن مستغربًا أن يحقق النجاح في أول بطولاته المطلقة بفيلم ميدو مشاكل عام 2003 مع المطربة شيرين وإخراج الراحل محمد النجار وإنتاج مجدي الهواري الذي كان أول من استشرف موهبته وآمن بها، منذ أن دفع به مع علاء ولي الدين من قبل، ثم كبطولة مشتركة مع محمد سعد في 55 إسعاف باكورة إخراج الهواري..

 

وتوالت بعد ذلك أفلام أحمد حلمي بشكل تصاعدي من الناحية الفنية والجماهيرية كإيرادات، بدايةً من زكي شان 2005 وبلغت الذروة ب ظرف طارق ثم مطب صناعي وثلاثتهم مع المخرج المتميز في اللون الكوميدي وائل إحسان.. 

 

واستمر مسلسل النجاح في جعلوني مجرمًا للمخرج عمرو عرفة وازداد التألق بفيلم كده رضا إخراج أحمد نادر جلال وبلغ أحسن حالاته كممثل بعيدًا عن الكوميديا في فيلم آسف على الإزعاج للمخرج خالد مرعي ف 1000مبروك اخراج أحمد نادر جلال، ثم يأتي أفضل وأهم أفلامه عسل اسود مع نفس المخرج وبعده فيلمه الرائع أيضًا إكس لارج للمخرج الكبير شريف عرفة 2011..

 

وأرى أن أحمد حلمي لم يقدم فيلمًا جيدًا من الناحية الفنية بعد هذا الفيلم أي منذ 12عامًا تقريبًا!، حيث وصل إلى مرحلة التشبع بالنجاحات وهي مرحلة طبيعية يمر بها كل نجم ولكن الشاطر من يتجاوزها سريعًا وهو ما لم يحدث حتى الآن مع حلمي! 

 

فأتت أفلامه التالية عبارة عن تجارب سينمائية متسرعة وغير متعمقة أو مدروسة، حاول فيها أن يمزجها بالفنتازيا دون إتقان أو منطق!، فلم تلق نفس النجاحات السابقة! وهي.. على جثتي، صنع في مصر، لف ودوران، خيال مآتة، وأخيرًا واحد تاني العام الماضي تأليف هيثم دبور وإخراج محمد شاكر خضير..

 

 ولعل الفيلم الذي أعلن حلمي أنه يكتبه منذ 9 سنوات ٍ وسيجمعه مع زوجته النجمة منى زكي بعد 20 عامًا منذ  فيلم سهر الليالي، لعله يعيده إلى التألق والإبداع في الكوميديا من جديد.

رسالة دبور للكبير أوي

هو متعدد المواهب.. مخرج ومؤلف ومغني راب ومنتج وممثل، وقد حقق نجاحات في كل هذه المجالات، فبداية الفنان أحمد مكي كانت مع الإخراج من خلال بعض الأفلام القصيرة ثم بفيلم الحاسة السابعة بطولة أحمد الفيشاوي عام2003، قبل أن يتجه إلى التمثيل ببعض المسلسلات والأفلام مثل تامر وشوقية، ليلة البيبي دول، مرجان أحمد مرجان، حتى أعلن  عن نفسه كنجم كوميدي قادم بفيلمه الأول H دبور عام 2008.. 

 

وفي العام التالي جاء فيلمه الأكثر نجاحًا فنيًا وجماهيريًا طير انت مع شريكة نجاحاته بعد ذلك دنيا سمير غانم ومخرجه المفضل منذ البداية حتى الآن أحمد الجندي، وأتبعه بفيلم كوميدي جميل ناجح أيضًا لا تراجع ولا استسلام، مؤكدًا به نجوميته الكبيرة في مجال الكوميديا في السينما ومعززًا ذلك بتقديم مسلسل الكبير أوي الذي حصدت أجزاؤه الأولى نجاحًا مدويًا.. 

 

ولكن  كما حدث مع أحمد حلمي لم يستمر  أحمد مكي في إدراك النجاح المعتاد عليه مع فيلميه التاليين.. سيما علي بابا وسمير أبو النيل 2013و في التليفزيون أخذ الكبير أوي في التراجع والترهل في جزئيه الرابع والخامس مع لجوء مكي إلى الاستسهال وإعادة تقديم مشاهد من أفلام عادل إمام وتقليدها بشكل فج !

 

وزاد من أزمته فشل مسلسله التالي خلصانة بشياكة!،قبل أن تبعده عن الفن أزمة صحية مفاجئة لمدة 5 سنواتٍ كاملة، ثم يعود في العام الماضي لعشقه وعمله التليفزيوني المفضل الكبير أوي6 ويحقق نجاحًا جيدًا بدون رفيقة نجاحه دنيا سمير غانم، ولكنه مازال يفتقدها بشدة! 

 

 

فيتبعه بالجزء السابع في رمضان الفائت دون حصد نفس نجاح الجزء السابق، لعدم وجود أفكار جديدة ومبتكرة للعمل واضطرار الفنانين إلى الارتجال والاعتماد على أنفسهم! ورغم ذلك بادر أحمد مكي بالإعلان عن تحضيره لجزء ثامن من المسلسل لرمضان المقبل إن شاء الله!

الجريدة الرسمية