رئيس التحرير
عصام كامل

لمحمد فؤاد وشيرين وآخرين.. لسانك حصانك إن هنته!

عدد محدود جدًا من الفنانين من الأجيال الحالية قد لا يتعدى أصابع الأيدي، من يجيدون الحديث بشكل متزن ورصين!، والذي يعكس تمتعهم بالفكر المرتب والثقافة والوعي، وعلى النقيض من ذلك تمامًا نجد للأسف عموم الفنانين الحاليين، يفتقرون إلى هذه الملكة المهمة والمكملة لصورة الفنان، مما يوقعهم في مشاكل كبيرة أحيانًا.

 

فضلًا عن اهتزاز صورتهم أمام جمهورهم ويعرضهم لحملات من الهجوم والسخرية في أحيان كثيرة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، ومن جهات أخرى! وهناك مثل شعبي قديم شائع  يقول 'لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك' وقد التزم أغلب فناني الأجيال السابقة بأصول هذا المثل وراعوه جيدًا ومن ثم لم نكن نفاجأ أو نسمع أو نقرأ تصريحات، تفتقد الكياسة واللباقة والذوق والذكاء والمنطق لفنانين، إلا في حالات قليلة جدًا مقارنةً بما حدث ويحدث من فناني هذا الزمان!

 

وهناك قائمة من الفنانين لا يتسع الوقت والمقال لذكرها كاملةً دأبت على مثل هذه النوعية المرفوضة من التصريحات والتعليقات بعضهم عن عمد وإصرار لركوب الترند والبعض الآخر دون وعي أو إدراك أو لحاجة في نفسه؟

 

ولعل أشهر هؤلاء محمد رمضان وشيرين عبد الوهاب وشيرين رضا ورانيا يوسف ومحمد فؤاد الذي للأسف كلما تحدث أو صرح سواء في حوار صحفي أو تليفزيوني أو في حفلة إلا وخصم  من رصيده ومن جمهوره ومن محبي موهبته وصوته الأصيل! وهو ما جعل الأصوات تتعالى مستنكرة ما قال في حفلته الأخيرة وتطالبه بعدم إطلاق التصريحات العفوية غير المحسوبة! خاصةً عندما يكون خارج مصر حتى لا يسيء لبلده ولنفسه أيضًا!.

السكوت من ذهب

وقد أثارت ومازالت كلمات  محمد فؤاد موجة من الغضب والاستياء من الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي خلال حفلته الأخيرة، والتي لم  يذكر فيها فضل بلده الأم مصر التي علمت كل الشعوب العربية الفن، وكانوا ومازالوا فنانوها هم الأهم والأكبر وساهمت برجالها وعقولها في نهضتها وتطورها وهو ما عرضه لانتقادات من  بعض الفنانين مثل صلاح عبد الله!

 

كذلك هاجمه بعض الإعلاميين وقالوا من الأفضل له ألا يتحدث ويكتفى بالغناء فقط!، والحقيقة أن محمد فؤاد ليس الأول ولا الأخير في هذا السياق بل هناك من هم أكثر منه شهرةً وتاريخًا وغزارةً في إطلاق التصريحات العنترية المثيرة للجدل ولرواد السوشيال ميديا!

 

يتصدرهم محمد رمضان صاحب التاريخ الحافل في استفزاز ومغازلة السوشيال ميديا وهدفه ركوب الترند في المقام الأول! ولكن هذا لا يعني أنه يتمتع باللباقة والذكاء في الحديث! وشيرين عبد الوهاب لها أيضًا سوابق عديدة في إطلاق التصريحات غير المسؤولة وغير المتزنة والتي استخدمت فيها ألفاظ غير لائقة وخلقت مشاكل وهجوم واسع ضدها ليس في مصر فقط بل وفي عدد من الدول العربية للدرجة التي عرضتها  لصدور أحكام ضدها. 


وآخر سقطاتها في هذا المجال كان مع المطربة اللبنانية إليسا عندما ذكرت في أحد البرامج عنها أنها تغني كأنها ماسكة على الناس شيكات! فما كان من الأخيرة إلا أن ردت بقوة وحكمة قائلة: الأدب لا يباع أو يشترى، ليس الفقير من فقد الذهب ولكن الفقير من فقد الأخلاق والأدب!

كذلك الحال مع رانيا يوسف عندما تتحدث عن أزواجها وبناتها وجرأتها في اللبس وفي الأدوار التي تلعبها! وفي هذه القائمة أيضًا شيرين رضا التي دائمًا ما تصرح تصريحات غريبة وعجيبة وخارجة عن المألوف أشهرها ما قالته عن الآذان وعن زواجها من عمرو دياب وعن ابنتها نور وعن الصداقة بين الرجل والمرأة والخيانة الزوجية!

متحدث إعلامي

لكل ما سبق أوجه رسالة  للفنانين  من هواة الحديث بلا وعي والتصريحات المثيرة للجدل والمسيئة لهم ولبلدهم، بأن يلتزموا الصمت طالما لا يجيدون الكلام ولهم في الهضبة عمرو دياب نادر الكلام  خير نموذج على احترام الفنان لنفسه ولجمهوره..

 

 

أقول لهؤلاء امسكوا عليكم ألسنتكم تسلموا من نيران السوشيال ميديا وشرورها ويدوم نجاحكم وسيرتكم الطيبة، وإذا كان لا مفر من التصريحات، فافعلوا كما يفعل الفنانون في أوروبا وأمريكا والدول المتقدمة حيث يمتلك كل فنان جهاز إعلامي خاص متخصص ومؤهل يرأسه مستشار أو متحدث بإسم هذا الفنان تكون مهمته إصدار بيانات أو تصريحات صحفية لوسائل الإعلام كل فترة! 
يرد بها الفنان على قضية أو موضوع معين هو طرف فيه أو يتحدث عن تجربة فنية جديدة يكون بصددها  دون أن يتورط الفنان في الكلام على الفاضي والمليان فيقع في المحظور!

الجريدة الرسمية