رئيس التحرير
عصام كامل

الثورة العلمية الهائلة الجارية!

نقترب حثيثا، إن لم نكن وصلنا بالفعل إلى ثورة تكنولوجية معرفية تتجاوز بالحجم والنوع والآثار، كل ما حققته البشرية على طول تاريخها. ومن المعروف أن الإنسان حقق بالعقل وبالعلم طفرات غير مسبوقة تتوالد وتتكاثر، بل تختصر الزمن، في العقدين الأخيرين. وبقدر ما كان هذان العقدان مسرحا للاضطرابات في بقاع مختلفة من العالم، وبخاصة في منطقتنا، بقدر ما كان إيلون ماسك وأمثاله من الحالمين المغامرين، المستكشفين الجدد، يواصلون نجاحات ثورية في الذكاء الاصطناعى. 

 

ما هو الذكاء الاصطناعي هذا ولماذا صار النغمة البارزة في معظم نشرات الاخبار المحلية والعالمية؟ هو تقنية تحاكي القدرات الذهنية للعقل البشرى في أكمل حالاته ونماذجه، وهى تقنية قادرة بفعل مليارات وتريليونات المعلومات التى بداخلها علي تطوير وعيها الخاص، وهنا مقتل البشر بالضبط.

 

هو الأن في مرحلة التغذية المستمرة بملايين المعلومات، هو بداخله، منك أنت، كل تراث الإنسانية، من علوم ومعارف وأديان وتاريخ أسود من عصور الظلام وأحمر بلون دم الضحايا في كل العصور، هو مخزن هائل بحجم الكون لكل المعلومات، ينسقها ويتفاعل معها بأوامر منك أنت. نعم، نحن في مرحلة الأوامر منك أنت، تطلب منه حل أزمة مالية، حل مشكلة علاجية، كتابة سيناريو فيلم، كتابة مقالات، نصوص مسرحية، خطب سياسية، عملية تزييف كاملة، هو خادم مطيع.

الثورة العلمية وحروب المستقبل

سيلبي الكمبيوتر كل أوامرك، والمدهش أنه يمكن الآن إحياء أصوات من ماتوا لنا وسماعهم من جديد، وقد فعلها مواطن صيني كما نجح الروبوت في تحديد أي المضادات الحيوي أنجح في علاج بكتيريا عنيدة، قدموا له ستة آلاف اسم مضاد حيوي، فدلهم على مائتين فقط صالحين، وتم التعرف علي نوع المضاد الحيوي الذي يقتل البكتيريا، على الأقل في أجساد الفئران حتى الان!
 

نفرح بالذكاء الخارق للآلة التى صنعناها، وطورناها، لكن مع كل إنجاز علمي ثوري تنتشر المخاوف، بل المرعب أن صناع الروبوتا ت الخارقة الذكاء عددهم ٢٠٠ عالم وخبير هم من وقعوا على وثيقة، يحذرون فيها من إمكانية تدمير البشرية على يد الروبوتات الاصطناعية الذكاء. 

 

يخاف العلماء المطورون من انتقال الروبوت من مرحلة تحصيل المعلومات إلى مرحلة بناء الوعي الخاص به، وكما في الإنسان فإنها أخطر المراحل، لأنها الفترة التى تقبل فيها وترفض! توافق أو تتمرد.


حين ينجح الروبوت في بناء وعيه الذاتي، سنكون أمام إرادة مضادة لإرادة البشر، وهي تتميز بالصلابة، وعدم التراجع، ومع بناء الوعي الذاتي هذا ستكون قادرة على وضع أهدافها الخاصة بها، وليس من المستبعد أن تعلن هذه الروبوتات تمردها على سنوات الاستعباد الآدمي لها، وتنقلب على الإنسان صانعها، وتدمره. 

 

مع تأمل المشهد، وهو ليس ببعيد زمنيا بالمناسبة، سنرى الحكمة البالغة: لماذا ننقلب على من أوجدنا وجودا؟ إن الإنسان الآدمى كفر بخالقه، وهو يعلم أنه خالقه، وها هو الانسان الآلى يتحضر لاعلان وجوده المستقل، يتحرر من عبودية الاسنان الآدمي، ويعلن دولته علي الكوكب!
 

 

بالفعل، نحن دخلنا الثورة النهائية للعلم The Ultimate Revolution، وستكون حروب المستقبل، بين الإنسان والآلة التي صنعها، بأكثر مما ستكون بين روسيا وأوكرانيا، والعرب وإسرائيل، وأمريكا والعالم!

الجريدة الرسمية