ونحن لم نطلب منحا
منذ بضعة أيام قال وزير قطري في تصريحات إعلامية له أن بلاده لن تقدم مستقبلا منحا مالية لمصر وأنها تتعامل الآن معنا تجاريا واقتصاديا واستثماريا.. وقبل بضعة أشهر مضت أعلن وزير سعودي أن بلاده لن تمنح أحدا مساعدات مالية بلا شروط.. ولا تعقيب على تلك التصريحات ولكن هناك ما يكملها من جانبنا نحن في مصر وهو أننا لم نطلب ومنذ سنوات منحا من أحد وإنما طلبنا من الأشقاء وغير الأشقاء استثمارات لهم في بلدنا.
وبالطبع نحن لا ننسى أن الأشقاء في الخليج انتفضوا لمساعدتنا ماليا بعد يناير 2011، ثم بعد يونيو 2013.. وكانت هذه المساعدات متنوعة تشمل منحا مالية وودائع في البنك المركزي المصري بفوائد مخفضة وعقود للحصول على منتجات نفطية يتم سداد قيمتها بعد أجل.. وبفضل هذه المساعدات تجاوزنا ظروفا اقتصادية صعبة.. ومازالت لدى كل من السعودية والإمارات والكويت ودائع لدى البنك المركزى المصرى بعد أن تم مد آجال سدادها العام الماضى بينما تم سداد كامل وديعة قطر التي قدمتها لنا عام 2012.
لكننا عندما تعرضنا لأزمة في النقد الأجنبي لم نطلب من الأشقاء منحا مالية جديدة، وإنما طلبنا كما أعلن ذلك الرئيس السيسي تحويل ما لديهم من ودائع لدى البنك المركزي إلى استثمارات لهم في بلدنا، من خلال شراء أصول مصرية تم طرحها للبيع في برنامج للطروحات شمل نحو 32 شركة حكومية مصريةَ.. بل إن طلبنا هذا تم تضمينه اتفاقنا الأخير مع صندوق النقد الدولي بموافقة الأشقاء.. وهذا ما يتم الآن فعلا.
وهكذا نحن لا نطلب الآن منحا مالية من الأشقاء وإنما نقدم لهم فرصا استثمارية واعدة، لأن الأصول المصرية المعروضة عليهم لشرائها هي أصول في شركات ناجحة ورابحة وواعدة.. إننا نعرض عليهم أن يكونوا شركاء استثماريين لنا، وهذا ما يتم الآن فعلا، وقد تم التوصل إلى بعض الاتفاقات في هذا الشأن فعلا.
