الأوكرانيون العرب !
هل تذكرون الأفغان العرب.. وهم الشبان العرب الذين تم تجنيدهم بمعرفة أمريكا وحكومات ومنظمات عربيةَ للقتال في أفغانستان، ضد القوات السوفيتية منذ بضعة عقود مضت، وعندما انتهت الحرب وانسحب السوفيت من أفغانستان عاد معظم هؤلاء إلى بلادهم ليمارسوا الاٍرهاب فيها؟!
يبدو أن هذه الظاهرة سوف تتكرر مستقبلا.. فإن ثمة جهات غربية بدأت منذ فترة السعى لتجنيد شباب من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للقتال في أوكرانيا ضد الروس مقابل أجور مغرية، وبالطبع الشباب المستهدف هنا بالتجنيد هو شباب عربى، خاصة من أبناء الدول العربية التى تعانى اضطرابات سياسية أو عدم استقرار سياسى.
أعرف أن الأمر الآن بالنسبة لنا في مصر مختلف تماما الآن عما حدث في أفغانستانـ عندما كان يتم سفر الشباب المصرى بموافقة قيادة الدولة وبتمويل خليجى إرضاء لأمريكا.. غير أن تجنيد شباب من دول أخرى عربية للقتال في أوكرانيا، بالأجر يؤثر بالسلب على أمننا القومى، لذلك من حقنا أن نقلق وننزعج أيضا.
لقد جلب لنا الأفغان العرب إرهابا استهلكنا كل سنوات التسعينيات لمواجهته والتصدى له، حتى تمكنا من السيطرة عليه.. وهذا ما سيجلبه لنا الأوكرانيون العرب مؤكدا، حتى ولو لم يكن من بينهم مصري واحد.. ألم نعانى في السنوات السابقة من اختراق حدودنا مع ليبيا من قبل العديد من العناصر الإرهابية؟
بل إنه يتعين على الأمريكان والأوربيين جميعا أن يقلقوا من الأوكرانيين العرب، بعد أن ذاقوا مرارة التعامل من قبل مع الأفغان العرب حينما اتجهوا بعملياتهم الإرهابية شطر أمريكا وأوروبا، رغم وجود أفغانستان في آسيا، أما أوكرانيا فإنها أوربية ، وتسعى الآن لمزيد من الارتباط العسكرى بأوروبا وأمريكا حتى ولو لم تنل عضوية حلف الناتو..
