الجنيه واللحوم!
قبيل حلول شهر رمضان كان المواطنون يشكون من ارتفاع سعر كيلو اللحوم البلدية إلى 300 جنيه، وهو الذى كان يباع قبلها ببضعة أشهر قليلة بنحو 100 جنيه، واليوم ولم ينته شهر شوال بعد يشكو المواطنون من ارتفاع سعر كيلو اللحوم إلى 400 جنيه.. ويحدث ذلك في الوقت الذى ينخفض فيه معدل التضخم لدينا وفي العالم!.. كما يحدث ذلك والجنيه المصرى لم يشهد انخفاضا يذكر منذ حلول شهر رمضان وحتى الآن.
ويعلل البعض الارتفاع في سعر اللحوم إلى ما يشهده السودان الذى نستورد منه اللحوم والماشية من اضطراب واقتتال.. ولكن الأغلب أن هذا التعليل ليس في محله لآن مستهلكى اللحوم السودانى لم ينتقلوا إلى استهلاك اللحوم البلدية الأعلى سعرا.
وإذا كان الجنيه ليس مسئولا عن ارتفاع أسعار اللحوم والاقتتال في السودان ليس مسئولا أيضا فالأرجح أن الممارسات الاحتكارية هى السبب في انفلات اسعار اللحوم والذى سجل أكثر من 30 في المائة خلال بضعة أيام قليلةَ فقط.. وهذا يذكرنا بما شهدته أسعار الدواجن قبل بضعةَ اسابيع مضت والذى احتاج إلى لجوء الحكومة إلى استيراد كميات من الدواجن المستوردة لتهدأ تلكً الممارسات الاحتكارية في تجارتها وصناعتها.
والممارسات الاحتكارية مع سعر الجنيه هى المسئول الأول عن انفلات التضخم وارتفاع معدله.. والسيطرة عليه لن تتم إلا بالتصدي لتلك الممارسات الاحتكارية وتوقف الجنيه عن الانخفاض، وهذه هى مسئولية من يديرون اقتصادنا.