لعبة أمريكية قديمة!
مع احتدام المعركة الانتخابية في تركيا تتطاير اتهامات لروسيا بالتدخل فى الانتخابات التركية الرئاسية.. وهذه ليست أول مرة يتم اتهام روسيا بالتدخل في انتخابات غيرها من الدول.. سبق أن اتهمت بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية الامريكية لصالح ترامب من قبل منافسيه الديمقراطيين.. لكن مع ذلك فإن أمريكا هى صاحبة السبق فى التدخل في انتخابات غيرها من الدول للتحكم فيمن يحكمها!
ويذكر تاريخ أمريكا أن أول مهمة كلّف بها جهاز المخابرات الامريكية بعد تأسيسه عام ١٩٤٨ كان هو التدخل فى الانتخابات البرلمانية الإيطالية لدعم الحزب الديمقراطى المسيحي حتى يتسنى له تشكيل حكومتها الجديدة.. وقد حقق جهاز المخابرات الامريكى الوليد تلك المهمة بنجاح، بعد أن تعاون مع المافيا الإيطالية وأنفق الكثير من الأموال في الساحة الانتخابية الإيطالية.
ومن يومها وأمريكا لا تكف عن التدخل في شئون غيرها من الدول، سواء في أوروبا أو في قارات أخرى.. ولعل أحد أسباب الحرب الاوكرانية يرجع إلى سابق تدخل أمريكى في انتخاباتها للإطاحة برئيس حليف للروس والإتيان برئيس مطيع للغرب وحليف للامريكان!
ولنا في مصر تجربة مريرة من التدخل الامريكى المباشر والفج في انتخاباتنا التى جاءت بالإخوان للحكم، ثم تدخلها لمنعنا من التخلص من حكم الإخوان والذى وصل إلى درجة السعى إلى فرض حصار علينا، سياسى واقتصادى.
وهكذا.. إذا صحت الاتهامات التى تعرض لها الروس بالتدخل في الانتخابات التركية ومن قبلها الامريكية فإن الامريكان سبقوهم بعدة عقود في ممارسة تلك اللعبة.. وهم الذين قاموا بتعميم هذه اللعبة عالميا لفرض الهيمنة الامريكية على العالم، ومازالوا يمارسونها رغم تراجع نفوذهم عالميا.