الأسد في القاهرة !
ظنوا - وبعض الظن إثم- أن جريمة الرئيس الإخواني بالحشد ضد سوريا والتحريض عليها والدعوة إلى قتالها يعني تبعية أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية العريقة الكبيرة للتوجه.. ولم يكن يدري أن الأجهزة الوطنية المصرية أعتبرت ما حدث أقرب إلى دعوة لحرب أهلية وأنه من المستحيل أن يحارب الجيش الثاني أو الثالث في مصر جيشهما الأول في سوريا!
انتهى الأمر بتنسيق رفيع وذكي استمر إلى اليوم رغم عدم وجود سفراء بالمعنى الرسمي للتمثيل الدبلوماسي، لكن قدمت مصر وتبنت المعنى الواقعي للتمثيل فلم تغب لحظة عن الشقيقة سوريا!
المتشنجون طالبوا مصر بتبني عودة سوريا إلى الجامعة العربية لكن على طريقتهم.. أن تضغط حتى لو ساءت علاقتها بالرافضين والمتحفظين فينتهي الأمر إلى أزمة عربية جديدة في العلاقات البينية تضاف إلى دولاب الأزمات وتحدثنا مرارا في حينه وحينه كان يتجدد كل فترة. واليوم عادت سوريا وربما في أفضل تصور للتنسيق العربي وبلا أي خسائر اضافية!
اليوم أصبح التمثيل الدبلوماسي الرسمي الشكلي إجرائيا.. وتبادل الزيارات الرسمية للمسئولين طبيعيا.. لم يزل أمامنا كعرب في سوريا الكثير خصوصا في اعادة بنائها وتعميرها وهو ما يحتاج إلى أموال وخبرات عربية نراها متوفرة وجاهزة..
ولكن قد لا ننتظر كل ذلك لنرى الرئيس بشار الأسد في مصر.. نصف سوريا الآخر.. كأحد أبطال إفشال مؤامرة تفكيك المنطقة وتقسيمها وأبرز المقاتلين الكبار بالمعسكر القومي ضد الإرهاب ومن يدعمه !
منذ سنوات قلنا المؤامرة تتعثر في تونس وتقاوم في سوريا وسحقت في مصر.. وكما جاء الرئيس قيس سعيد -الشريك الكبير في المعركة- سيأتي الرئيس بشار الأسد !