مهارات تنفيذ الدرس
يعد التدريس من أهم أركان العملية التعليمية، لأنه يمثل التنفيذ المباشر الذى يعمل ويسعى دائمًا إلى تحقيق الأهداف العامة والخاصة للتربية والتعليم، ولذلك يجب على كل معلم أن يمتلك مهارات تنفيذ الدرس، والتى تعرف بأنها مجموعة من السلوكيات التدريسية التى يظهرها المعلم فى نشاطه التعليمى بغرض تحقيق أهداف معينة، وبعد أن كتبنا فى المقالات السابقة عن مهارات التدريس الفعال: (التخطيط، وإدارة الصف، وسمات المعلم الفعال.. إلخ) نركز فى هذا المقال على مهارات تنفيذ الدرس.
وقد يتساءل البعض عن السبب وراء تفضيل الطلاب لبعض المعلمين عن غيرهم، فالطلاب ينتظرون حصص بعض المعلمين، ولكن فى الوقت نفسه يصيبهم الفزع والرهبة من حضور الحصص لمعلمين آخرين، وغالبًا ما يتم وصف المعلمين المحبوبين بعبارات كثيرة منها أن هؤلاء المعلمين أكثر تنظيمًا، لديهم شخصية، أكثر ودًا ولطفًا، وبالرغم من ذلك فإن هذه العبارات ليست الوحيدة التى تجعل المعلمين أكثر جاذبية من غيرهم لطلابهم، وإنما يمكن جمع هذه المواصفات فى عبارة المعلم المربى الإنسان.
وأحد أكثر العوامل أهمية فى كون المعلمين محبوبين لطلابهم هو استخدامهم سلوكًا رئيسيًا هو التنوع فى التدريس حيث إنه وجد أن المعلمين ذوى الخبرة الذين أظهروا مرونة وتنوعًا فى استراتيجياتهم فى التدريس كانوا أكثر تشويقًا وأسهل فى الاستماع إليهم وأكثر اندماجا مع الطلاب مقارنة بالمعلمين الذين لا يمتلكون الخبرة والذين ليس لديهم معرفة باستراتيجيات التدريس البديلة.
عزيزى المعلم
إن تنفيذ الدرس يحتاج منك التمكن من مهارات خاصة، واتباع خطوات متعددة يسبقها توفير قدر كبير من الدافعية لدى المتعلمين، ومن أهم هذه المهارات والخطوات ما يلى:
التهيئة الجاذبة: وهى كيفية جذب المعلم لاهتمام وانتباه الطلاب عند بداية التدريس، ويمكن تفعيل ذلك بعد دخول المعلم غرفة الصف ووقوفه فى مكان ظاهر لجميع الطلاب ثم (إلقاء التحية، التحدث إلى جماد، الطرق على الباب، طرح بعض الأسئلة، القراءة فى جريدة يومية، أو استخدام المواقف الحياتية).
التمهيد للدرس: لا بد أن يهتم المعلم قبل الدخول فى شرح الدرس الجديد بتهيئة وتمهيد الطلاب، لأن ذلك فى غاية الأهمية، وهناك كثير من المعلمين بكل أسف لا يهتموا بمساءلة التمهيد وهو خطأ شائع، وللتمهيد للدرس استراتيجيات كثيرة منها:
(تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة، التعجب أو الدهشة، استخدام قصص حقيقية أو خيالية، سرد الأحداث الجارية، أخبار الطلاب بأهداف الدرس الجديد، ربط الدرس القديم بالدرس الجديد بتوجيه بعض الأسئلة)، وتكون النتيجة هى حصول الطلاب على فكرة عامة عن الموضوع، على أن تكون قصيرة، وجذابة، ومشوقة لباقى عناصر موضوع الدرس.
العرض الفعال للدرس: ويتم من خلال تقديم الأهداف والنقاط الأساسية بكل وضوح، وكتابة الأهداف السلوكية بخط واضح كبير ليعرف المتعلمين المطلوب منهم فى نهاية الدرس الذى تعلموه، ويجب تجنب الخروج عن الموضوع، وتجنب العبارات والكلمات التى قد لا يكون المتعلمين متيقنين منها.
تقديم المحتوى بشكل متسلسل: وهنا يجب على المعلم تنظيم المادة وتقديمها بسلاسة، بحيث يتقن المتعلمين الفكرة قبل الانتقال للفكرة التالية، ثم يعطى المعلم ملخصًا فى نهاية كل درس، وفى نهاية المادة.
وعليك عزيزى المعلم أن تكون محددًا وواقعيًا، وأن تقدم نموذجا للمهارة أو العملية المطلوب تعلمها، مع إعطاء تفسيرات تفصيلية للنقاط الصعبة، وتزويد الطلاب بأمثلة محسوسة ومتنوعة، كما يجب عليك التحقق من فهم الطلاب للفكرة التى تقوم بعرضها قبل البدء فى الفكرة التالية..
وتوجيه الأسئلة للطلاب على فترات متقاربة عن كل فكرة أو فقرة تنفذها وذلك لمتابعة مدى استيعابهم لما تم تقديمه، وأن تقوم بإعادة تدريس الأجزاء التى يجد الطلاب صعوبة فى فهمها، سواء من خلال مزيد من التدريس والشرح، أو تغيير الاستراتيجية، أو من خلال قيام الطلاب بالتدريس لبعضهم بعضا، أو تكليف الطلاب بتلخيص النقاط الرئيسية بعباراتهم الخاصة.
مهارة غلق الدرس
ومما لا شك فيه أن تقديم وتفعيل المهارات السابقة يتأثر بالعلاقات الإنسانية بين المعلم وطلابه، والتى تؤثر أيضًا على التفاعل الصفى، والمناخ داخل الصف، وكيفية ضبط الصف وإداراته، وتوفير جو دراسى وبيئة تعلم جاذبة داخل الصف، ويجب عليك عزيزى المعلم أن تمتلك الجاذبية الشخصية، والصوت وتنوعه، والحماس فى الأداء، والتحرك بهدوء، والإحساس بالطلاب جميعًا ومتابعتهم، والحرص على مناداتهم بأسمائهم، والاهتمام بإجاباتهم وأسئلتهم، وأن تتغلب على المشاعر السلبية مثل: الغضب والخوف والعصبية.
ومن الأخطاء التى يجب تجنبها فى تقديم الدرس أن تكون المقدمة غير معدة مسبقًا أو ارتجالية، أو أن تخرج من المقدمة لموضوع الدرس إلى شيء آخر جانبى، والمبالغة فى التقديم بحيث يستهلك وقت التدريس، والتكلف فى التقديم وعدم مراعاة طبيعة الطلاب، وسوء استخدام المعلم لأسلوب التقديم (خرائط، صور، عروض عملية، إلخ).
أما عن مهارة غلق الدرس فتظهر قدرة المعلم فى غلق وإنهاء الدرس من خلال: تكليفه للطلاب بعمل نشاط ختامى لموضوع الدرس، وتقديم ملخص من بعض الطلاب أو جميعهم بحيث يتضمن أهم المعلومات التى استنتجت من الدرس، كما يمكن للمعلم أن يطلب من الطلاب إحضار كشكول خاص بالمادة، وأن يقوموا بكتابة أي سؤال يخطر ببالهم حول موضوع الدرس ولم يسألوه بسبب الخجل أو لعدم وجود وقت كافى.
ومن الأمور المهمة تكليف المعلم الطلاب بالواجب المنزلى، والذى يجب أن تكون مدته قصيرة ولا تزيد على 15 دقيقة، وجميع أسئلته تقيس ما تحقق من أهداف الدرس، وعلى المعلم الاهتمام بتصحيح الأنشطة والواجبات المنزلية، والاهتمام بملاحظات وأفكار أولياء الأمور، والرد عليها ولا ينساق وراء الأمور والملاحظات غير التربوية.
وللحديث بقية فى المقال القادم بمشيئة الله تعالى..