كلام عدواني!
السب والقذف لم يعد قاصرا على شخص واحد يمارسه منذ سنوات.. العدوى انتقلت إلى أشخاص كثر على مواقع التواصل الاجتماعى!.. وهذا يتأكد يوما بعد آخر لأى متابع لهذه المواقع!.. فإن الكلام العدواني يتزايد يوما بعد آخر على هذه المواقع، ولغة الكراهية هى الغالبة على خطابه.
وقد يفسر البعض ذلك بتعرض المصريين لضغوط معيشية حادة في الفترة الاخيرة، حيث يعد السب القذف في تقديرهم نوعا من التنفيس لما يعتريهم من غضب.. لكن هذا ليس صحيحا لان الاكثر تعرضا لهذه الضغوط المعيشية لا يمارسون السب والقذف، بل هم مشغولون أساسا بتدبير أمور حياتهم في ظل غلاء منفلت.. بينما يصدر السب والقذف والكلام العدواني ممن هم أقل تعرضا لضغوط الغلاء والتضخم بل ومن لا يعانون هذه الضغوط أصلا!
ولذلك علينا البحث عن سبب آخر لتفشى ظاهرة السب والقذف والعدوانية على الخطاب المجتمعى على هذا النحو المثير للقلق، لآن ذلك يعد نوعا من العنف ونذيرا لاتساعه وعدم اقتصاره على العنف اللفظي فقط..
وبما أن النار دوما هى من مستصغر الشرر فإن العنف اللفظي الواسع الآن كان من قبل محدودا وصغيرا لكنه نمى وكبر واستفحل لإننا سكتنا عليه وهو محدودا ولم نحاسب من تورط فيه وإرتكبه مبكرا وهذا جعله يتمادى فى العنف اللفظي وشجع اخرين على تقليده ومحاكاته مادام آمن الحساب والعقاب..
ومع استمرار سكوتنا على ذلك وعدم تطبيق القانون الذى يجرم السب والقذف والعنف اللفظي وعقاب من يمارسه صار الآن يمثل مشكلة لنا غيربسيطة، لان العنف اللفظي هو عادة مقدمة للعنف غير اللفظي الذى تسيل فيه الدماء.
القانون وحده وتطبيقه على الجميع بلا استثناء هو الذى يحمينا من ظاهرة الكلام العدواني والعنف اللفظي في المهد قبل أن يتطور ويتحول إلى عنف غير لفظى تسيل فيه دماء.