حتى ينجح الحوار الوطني
في اليوم الأول للحوار الوطني هناك الكثير مما يجب أن يقال ويتم تناوله بالتعليق مثل المشاركة الكاملة لكل الكيانات والأحزاب السياسية فيه بعد أن حسمت الحركة المدنية أمس أمرها، وقررت المشاركة في الحوار الوطني استجابة للأغلبية من أحزابها التى يبلغ عددها 14 حزبا، ومثل مشاركة أحزاب دينية، بما فيها حزب أبو الفتوح..
استنادا إلى أن هذا الحوار يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو، ومثل أيضا الحرص على أن يجرى هذا الحوار علنا، وهو ما سوف يجعل المشاركين فيه حريصين على كسب الرأي العام في صف كل منهم، وبالتالى تعزيز ما يطرحونه من آراء ومقترحات ورؤى..
لكنى سوف اختار في مقال اليوم الذى أكتبه قبل بداية الجلسة الافتتاحية للحوار عما نحتاجه الآن وبشكل ملح من هذا الحوار الوطني.. وسوف أختار أهم ما نحتاجه تحديدا لكى يفضي الحوار الوطني إلى النتائج المرجوة منه.
وأعتقد أن أهم ما نحتاجه في حوارنا هذا يتمثل في أمر مزدوج.. من ناحية ضرورة الإصغاء لكل ما يطرح ويقال من قبل المشاركين فيه، وعدم الاكتفاء بما نقوله نحن فقط، لأن ما يقوله الآخرون قد يدفعنا إلى مراجعة ما نقول وإعادة النظر في مواقفنا ومقترحاتنا أو تنقيحها وتحسينها وتقديم بعض الإضافات عليها.. ومن ناحية أخرى إخضاع ما نقول ونقدمه من آراء ومقترحات للدراسة والبحث لإقناع غيرنا به.
إننا لسنا في مسابقةَ للكلام أو مباراة مداخلات تليفزيونية عابرة، وإنما بصدد حوار يستهدف التوصل إلى توافق حول تشخيص أحوالنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبالتالى توافق حول علاج كل مشاكلنا وأبرزها الآن المشكلة الاقتصادية.. وهذا يضع مسئولية خاصة على المشاركين في هذا الحوار الوطني ، مثلما يضع مسئولية أيضا على من يديرون هذا الحوار.