رئيس التحرير
عصام كامل

حوار فئوى!

حسنا أن أعدت نقابة الصحفيين ورقة خاصة برؤية الصحفيين التى سوف تساهم بها في الحوار الوطني تنفيذا لتوصية الجمعية العمومية للنقابة!.. لكن لإننا اعتدنا أن الحلو لا يكتمل فقد جاءت ورقة النقابة التى تقدمت بها لأمانة الحوار بعد مناقشتها مع عدد من الصحفيين ذات طابع فئوى، رغم أن الحوار الذى سيبدأ بعد غد هو حوار وطني يتناول كل أمور وهموم  الوطن، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية! 


فإن ورقة النقابة شملت أربعة محاور كلها تخص الصحافة والصحفيين هى محور التشريعات وتشمل القوانين واللوائح الخاصة بالصحافة، ومحور الأوضاع الاقتصادية للصحفيين اللازمة لتسهيل عمل الصحفيين، ومحور الممارسة المهنية للصحفيين، ثم محور أوضاع صناعة الصحافة ومقترحات لحل أزمتها.. بينما أهملت الورقة رؤية الصحفيين في القضايا الوطنية المهمة التى يتضمنها جدول أعمال الحوار الوطني التى تم التوافق عليها خلال التحضير والاعداد لهذا الحوار على مدى نحو العام! 


وبالطبع من المهم أن يطرح الصحفيون همومهم الخاصة المهنية على مائدة الحوار الوطنى، لكن أن تقتصر مشاركتهم في هذا الحوار على ذلك فقط فإنه يعد تقصيرا وطنيا وإهدارا لفرصة متاحة لهم لكى يدلون بدلوهم في هذا الحوار.. فنحن لسنا بصدد مؤتمر للصحفيين تنظمه وترعاه النقابة لمناقشة أحوال الصحافة والصحفيين طالبنا به بإلحاح ولم يستجب أحد، وإنما نحن بصد حوار وطني يشمل كل أمور حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجدنا أننا في حاجة له للتوافق على خطانا الوطنية وسياسات دولتنا. 

 


إننا معشر الصحفيين كنّا دوما نردد أن نقابتنا ليست مثل أى نقابة مهنية أخرى كل همها فقط الدفاع عن مصالح أعضاءها، وإنما هى في الأساس نقابة لها دور وطني أكبر، وللأسف نقابتنا تفرط في هذا الدور.   

الجريدة الرسمية