كهربا وأزمة السودان !
بعد متابعة دقيقة مكثفة لما نشر وأذيع فى الصحافة والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى يمكننى القول أن القضية الأولى التى كانت تستحوذ ومازالت على اهتمام الرأى العام هى قضية مشاركة لاعب الأهلى كهربا في مباراة السوبر التى اعتذر عنها نادى الزمالك في وقت متأخر مساء أمس..
فقد فاق اهتمام الرأى العام بهذه القضية اهتمامه بقضايا أخرى مثل الأزمة السودانية التى تؤثر بالقطع على أمننا القومى، ومثل الأزمة الاقتصادية وتداعياتها المتمثّلة في الغلاء وانخفاض الجنيه وارتفاع أسعار الذهب!.. وهذا يعكس خللا في الوعى العام للمجتمع.
وإذا كان لا يمكن إعفاء الإعلام من حدوث هذا الخلل في الوعى المجتمعى، فالأحرى أن تتحمل المؤسسات المسئولة عن صياغة الوعى المجتمعى مسئولياتها أيضا وقبل الإعلام عن هذا الخلل، ليس فقط لأنها تملك وتقدر على تصحيح مسار الإعلام إنما لأنها قبل ذلك تملك وتقدر على إصلاح أحوال الرياضة المصرية أولا بأول، لتضع كل قضية ومسألة ومشكلة في الوسط الرياضى في حجمها الصحيح، لآن السكوت على الأخطاء يضخمها بل يحولها إلى خطايا تستعصى فيما بعد على العلاج.
وأرجو ألا يتصور البعض أن الانشغال بالأحداث والحوادث الرياضية يشغل الرأى العام عن مشاكله الحقيقية التى يعانى منها المواطنون أو تنسيه هذه المشاكل.. حتى إذا شغلته كما حدث فى حدوتة كهربا ومشاركته في مباراة السوبر فإن ذلك سيحدث لبعض وليس كل الوقت، بينما ستخلف المشاكل والأزمات الرياضية مشاكل أكبر نعانى منها.
إننا نريد وعيا وطنيا سليما يهتم بالقضايا الوطنية ويعى حقيقة وحجم التحديات التى تواجهنا لكى يشارك المجتمع كله في مواجهتها.. ولذلك نحن نحتاج لتصحيح الخلل فى الوعى المجتمعى وتطهير المجتمع من بؤر التوتر من خلال الالتزام بتنفيذ القانون ووقف التلاعب به من قبل البعض أو التهرب من الامتثال لأحكامه.