فعل فاضح على الطريق السريع!
كانت الساعة تخطت العاشرة صباحا بقليل.. كنا في سيارة إحدى القنوات الوطنية المحترمة وقد أنتهيت من إحدى فقرات برنامجها الصباحي.. وفجأة وجدنا أمامنا سيارة لا يقل ثمنها عن عدة ملايين من الجنيهات.. يلقي مستقلوها مخلفاتهم كاملة على الطريق ويبدو إنهم تناولوا الإفطار بداخلها مع مستلزماته من مشروبات غازية..
بيننا مسافة قريبة جدا وقررت تصوير السيارة ورقمها لتجريس صاحبها كنوع من الردع.. صعد إلى مخيلتنا فجأة صورة عمال النظافة البسطاء بصحة أغلبهم المعتلة وهم يبذلون فوق طاقتهم لرفع مخلفات أمثال هؤلاء.. وصعد إلى "نافوخنا" في ثوان صورة طريق الواحات السريع ومعه طريق الفيوم ومعه الطرق المحيطة وقد طورت بشكل غير مسبوق وأنفق عليها من مال الشعب الكثير ثم يأت أمثال هؤلاء ليفقدونها قيمتها وفي مناطق منتظر أن تشهد رواجا سياحيا كبيرا!
فيما يبدو لاحظ قائد السيارة الامتعاض الكبير الذي بدا مني ومن سائق اكسترا المحترم.. ولاحظ تجهيز المحمول للتصوير.. وفجأة تراجع للخلف فكانت نظراتنا وهو ينسحب الي الوراء كفيلة لإشعاره بإحتقارنا له هو ومن معه.. ننظر إلى الخلف لنتمكن من التصوير يتراجع أكثر.. لم يكن سائق القناة يعرف النية في التقاط صور للسيارة المجاورة ولا يعرف بالحملة على "فيس بوك" ضد هؤلاء ولم نشغله بتتبع السيارة ولذا انتهي الأمر إلى الفشل في التقاط أي صور حتى اختفت السيارة الفخمة تمامًا!
الآن نقول: هؤلاء يستحقون العقاب الشامل وأوله التجريس والفضح.. حتى يعرفون مقامهم وحدودهم.. وأن العامل البسيط الذي يتكبرون أحيانا عليه أنظف منهم.. وأن العامل البسيط الذي يتصدقون أحيانا إليه هم جيذبحونه بسلوكيات أخرى!
والآن تقول أيضا: لا نروي القصة للتسلية ولا للاستعراض.. إنما لأن هؤلاء يستحقون تعديلا تشريعيا عاجلا.. يجعل من هذا السلوك مخالفة مرورية جسيمة! لن نتقدم إلا بالقضاء علي كل معوقات التقدم.. وتأديب كل معوقي التقدم.. خصوصا أصحاب تلك العقول العشوائية التي تعج بكل دوافع القذارة والتخلف!!