الانسحاب خطأ!
على مدى عام كامل جرى الإعداد والتجهيز لانطلاق الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس السيسي في شهر رمضان قبل الماضى.. وبعد هذا الوقت الطويل في الإعداد والتحضير تم تحديد موعد بدء الحوار الوطني.. ومع ذلك مازالت هناك بعض الأحزاب السياسية التى شاركت في هذا التحضير ولها ممثلون في لجنة أمناء الحوار لم تحدد موقفها النهائى من أمر المشاركة في هذا الحوار.. فهل هذا موقف سياسى مسئول؟!
بحكم تاريخ ممتد من العمل السياسى، وتاريخ أكثر امتدادا من الكتابة في الشأن العام أستطيع القول أن هذا موقفا يفتقد الإيجابية ويرقص على أنغام المقاطعة التى اعتادت عناصر وتنظيمات سياسية أن ترقص عليها منذ عقود مضت.. أتفهم أن يكون للمشاركين في الحوار الوطنى مطالب، بعضها يخص طرق وسبل الحوار وآلياته والبعض الآخر يتعلق بمطالب تخصهم هم وأحزابهم..
وأتفهم أن تلجا هذه الأحزاب والكيانات السياسية لممارسة ما يمكننها من ضغوط لتحقيق هذه المطالَب، فهذا أمر معتاد ومشروع.. لكننى أرجو ألا يكون من بين هذه الضغوط الانسحاب من الحوار الوطنى أو عدم المشاركة فيه.
إن الانسحاب من الحوار الوطنى هو موقف سلبى يضر بهذه الأحزاب والكيانات السياسية ويجعلها معزولة ويفقدها القدرة على التأثير الذى تبتغيه في صياغة المستقبل السياسى للبلاد ورسم السياسات المختلفة للدولة المصرية.. أما المشاركة في الحوار الوطنى يمنحها هذا التأثير في رسم سياسات الدولة وصياغة المستقبل السياسى للبلاد..
بل لعل هذا هو السبيل الوحيد المتاح أمام من يطالبون بإجراء مراجعات للسياسات والمضى قدما في تتفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية، ويرغبون في تصحيح بعض السلبيات والأخطاء. المشاركة في الحوار الوطنى سوف يمنح المشاركين فيه فرصة الاعتداد بما يطرحونه من أراء ورؤى وأفكار.. أى سيمنحهم فرص التأثير في صياغة مستقبلنا السياسي وبالتالى سيزيد من وزنهم السياسي لدى المواطنين.