تهانى عيد سياسية !
اعتاد القادة في منطقتنا العربية تبادل التهاني بالأعياد.. واعتاد الناس أن يبحثوا لها عن معان ودلالات سياسية!.. فهم يرصدون من تبادل التهاني من القادة ومن لم يقدمها.. ويرصدون أيضا هل تمت بالاتصالات التليفونية أو بتبادل الرسائل فقط.. كما يرصدون كذلك من الذى بادر بتقديم التهاني من هؤلاء القادة.. كذلك يرصدون صياغات هذه التهاني المتبادلة بين القادة وحرارتها..
ومن كل ذلك يستخرجون استنتاجات حول مستوى العلاقات بين القادة ومدى ودرجة الحميمية فيها.. أى أنهم بدون ما يشعرون يقومون بتحليل مضمون لهذه التهاني، وهذا فعل من أفعال التحليل السياسى التى يتدرب عليها من يدرسون علم السياسة يقوم بها بعفوية وتلقائية عموم الناس وبدون دراسة مسبقة!
والناس هنا على حق لآن تبادل التهاني بالأعياد سواء الدينية أو الوطنية ليست مجرد عادة بروتوكولية فقط على غرار قيام المسئولين في الدول بتقديم التهاني العلنية للمسئول الأكبر والأول بها في مثل هذه المناسبات، إنما هى فعل سياسى، أو هكذا صارت مؤخرا.. ولم تعد تقتصر على القادة في منطقتنا العربية، إنما اتسعت لتشمل قادة في مناطق أخرى من عالمنا..
وقد رأينا فى سنوات سابقةَ حينما كان قادة أمريكا يخطبون ود الشعوب العربية أو بالأصح يتظاهرون بذلك كيف كانوا يحرصون على إقامة موائد إفطار للمسلمين فيها خلال شهر رمضان، ويقدمون التهاني العلنية لهم في الأعياد.. وعندما أراد الامريكان إغضاب العرب والمسلمين اختاروا اليوم الأول لعيد الأضحى لتنفيذ حكم الإعدام في أحد القادة العرب وهو صدام حسين، وكانت رسالة تهديد لكل القادة العرب والمسلمين نفذوه فيما بعد في القذافى، وأخفقوا في تنفيذه بالنسبة لقادة عرب آخرين نجحوا فقط فى إزاحتهم عن الحكم.
على كل حال إن القراءة السياسية للناس لتهانى القادة في الأعياد تؤكد ذكاء وفطنة شعوبنا.