الإخوان وانتخابات الرئاسة!
كثيرة الأمور والموضوعات الداخلية التي تثير إغراء للكتابة عنها، مثل محاولات تفريغ حكم قضائى من محتواه بعزل رئيس نادي قبل تنفيذه حتى يحتفظ بمقعده عمليا، ومثل أيضا مشاركة لاعب كرة شهير حديث الوسط الرياضي كله في احتفالية العيد الرئاسية بأبناء الشهداء وهو ما أثلج صدر اللاعب ومحبيه وأغضب رئيس النادي الصادر بحقه الحكم القضائي.
وكذلك مثل إعلان رئيس حزب وعضو بالمجلس القومى لحقوق الإنسان أنه تم التوافق بين القوى المدنية على مرشح له خلفية عسكرية يخوض انتخابات الرئاسة المقبلة ثم نفي أحزاب سياسية ذلك، ناهيك بالطبع عن الأمر المزمن والخاص بالغلاء والتضخم والانخفاض المستمر في قيمة الجنيه.. ولكنني مع ذلك سوف أتناول اليوم أمرا آخر مختلف وهو يتعلق بإعلان النائب السابق أحمد طنطاوى أنه سوف يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وهذا الاعلان ليس بالجديد فقد سبق أن ألمح له مواربة من قبل عندما غادر مصر إلى لبنان، ثم بشكل نصف مباشر عندما أعلن أنه قرر العودة وحدد يوم وساعة عودته إلى القاهرة.. لكن اللافت للانتباه وهو يعلن صراحة ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة تأكيده أنه منفتح على كل التيارات والقوى السياسية والأحزاب المختلفة.
المرشح المحتمل والإخوان
هنا بات الأمر يحتاج إلى وقفة خاصة لأن المرشح المحتمل لم يستثنِ الإخوان من ذلك الانفتاح الذى أعلن عنه وألزم نفسه به.. فكل القوى المدنية تتحدث عن تعاون مع كل التيارات السياسية والقوى المختلفة باستثناء الإخوان.. أي هي واضحة في ذلك وضوحا لافتا، بينما أحمد طنطاوى لم يفعل ذلك وهذا أمر يثير بالطبع القلق.
ويعزز هذا القلق أن تياره الذي ينتمي إليه، وهو التيار الناصرى له سابقة تعاون وتحالف انتخابى مع الإخوان!.. نعم طنطاوى له خلافات الآن مع حزبه السابق لكنه بكلامه لم يغلق صراحة الباب أمام أى تعاون بينه وبين الإخوان، بل تركه بكلامه مفتوحا، خاصة وأنه يلقى اهتماما واضحا الآن من إعلام الإخوان منذ أن غادر مصر وازداد هذا الاهتمام بعد أن أعلن عودته لها ثم إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة التى ستجرى العام القادم.
إن الإخوان يدركون بالقطع أنهم لا يقدرون المشاركة في الانتخابات المقبلة ولو بمرشح خفى غير معروف بانتمائه إلى جماعتهم، ولذلك هم كما يبدو من تناولهم لأمر هذه الانتخابات إعلاميا يهمهم أن يظهروا دعمهم لمرشح لا ينتمى إليهم ولكن لديه استعداد للتعاون والتعامل معهم ولا يعتبرهم جماعة إرهابية وإنما إحدى القوى السياسية كما كانت توصف قبل يناير 2011..
فهل يعيد طنطاوى تكرار ما فعله أيمن نور عام 2005 حينما تحالف مع الإخوان ليخوض أول انتخابات رئاسية تجرى بين متنافسين وظفر بلقب الوصيف فيها؟! هذا ما سوف يتكشف بوضوح قريبا جدا.